نشر بتاريخ: 23/02/2016 ( آخر تحديث: 23/02/2016 الساعة: 10:20 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
أمس، استشهد الشاب من جنين على مفرق بيتا جنوب نابلس، وتضمنت الرواية من الشهود القول أن الجنود قاموا بالمناداة (أي استفزازه) على الشاب ثم بدءوا بإطلاق النار عليه، وتضمنت شهادة الشهود الحاضرين أن الجنود الخمسة أطلقوا عليه وابل من الرصاص واستمر ذلك حتى الانتهاء من كامل الرصاص المعبأ (باغة)، وهو ما يعني أن الجنود تعمدوا إثارة مشاعر الشهيد واستفزازه ثم إطلاق النار عليه بوحشية.
زعيمهم العسكري وقبل أيام قال:بأنه من غير المبرر لجندي إطلاق 50 رصاصة على شاب أو شابه لكونه حاملا لسكين أو مقص، وهذا يعني أن المبرر لجرائم القتل فنيا وعسكريا غير موجود، وبإمكان الجنود السيطرة على الشاب قبل قتله، ولكنهم درجوا على قتل أبناءنا بدم بارد.
كل يوم نمر من على هذا المفرق صباح ومساء، وارى عدم جدوى وجودهم هناك أي جنود الاحتلال، وهذه ليس المرة الأولى التي يحصل فيها قتل الأطفال بدم بارد، واراهم يستفزون المارة ومن هم بالمركبات ويحصل مع أبناء البلدة الذين يمرون، حيث يرعبنا الخوف من مجهول أن يفتح النار هؤلاء الجنود الجهلة والخائفون والمجرمون باتجاهنا، إنهم لم يراعوا أي حياة لإنسان ولم يحترموا أية كرامة.
وبالتالي، فالرواية الصهيونية غير صحيحة وكاذبة، ومن غير المقبول السكوت عليها، ولا يحق لإعلامنا الانسياق مع ما يقوله الاحتلال وان تصدق روايته الكاذبة.
وما يجب عمله هو توثيق مباشر لهذه الجرائم وفضحها مباشرة عبر وسائل الإعلام الدولية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي بكافة اللغات، وان يخصص لهذا النوع من الجرائم حلقات فضح بدل البرامج الهابطة والغير مجدية والمحرضة على الانقسام التي تبث عبر بعض الفضائيات، ويلزم كذلك مخاطبة المؤسسات القانونية ومنها المحاكم الدولية المتخصصة بذلك.
لا يجب أن نترك أبناءنا يموتون بدون ثمن، ولا يجب السكوت على هؤلاء الحاقدون الصهاينة في قتل الشباب بدم بارد، ويجب أن يكون لدينا ردة فعل متناسبة مع الإحداث التي تحدث وتحصل كل يوم.