نشر بتاريخ: 02/03/2016 ( آخر تحديث: 02/03/2016 الساعة: 10:30 )
الكاتب: بهاء رحال
ليست المرة الأولى التي تقدم عليها اسرائيل في تنفيذ عمليات الاغتيال بحق فلسطينيين في الخارج فسجلها في الاغتيال طويل ويمتد الى زمان بعيد وهناك العديد من العمليات والمحاولات التي بعضها نجح وبعضها فشل ، وليست المرة الأولى التي لا تعترف بها اسرائيل بشكل مباشر فور تنفيذ الاغتيال ، لكن وكما في كل مرة فلا توجد جريمة كاملة ، ولا توجد جريمة بلا مؤشر يدل على الجهة المنفذة ، فحادثة الاغتيال التي تمت في السفارة الفلسطينية في بلغاريا سبقها بأيام طلب مباشر من قبل حكومة الاحتلال مقدم الى السلطات البلغارية عبر الانتربول الدولي بضرورة تسليم الشهيد عمر نايف والذي تتهمه اسرائيل بتنفيذ قتل مستوطن قبل ثلاثين عاماً ، حيث استطاع جهاز الموساد من تحديد مكان اقامته بعد سنوات طويلة عاشها نايف متخفياً بعيداً عن اعين اجهزة الأمن وملاحقاته ، الا أنه وعلى ما يبدو في الآونة الأخيرة اتضح مكان اقامته وتم تنفيذ عملية الاغتيال والتي يشوبها الكثير من الشكوك وصارت محل اتهامات مباشرة داخلية وخارجية وبدأت التصريحات تخرج من هنا وهناك حول ظروف عملية الاغتيال حيث وجد الشهيد عمر نايف في الحديقة الخارجية لمبنى سفارة فلسطين حسبما ورد من انباء ، فهل جاءت عملية الاغتيال بتواطؤ بلغاري وتعاون مع اجهزة الأمن البلغارية وكيف كان شكل التعاون والى أي حد ؟ أم أن الموساد قام بتنفيذ عملية الاغتيال بعيداً عن التنسيق مع السلطات البلغارية ؟ وهل من أيدي فلسطينية شريكة بالحادثة ؟
اليومين الماضيين استمعت للعديد من التحليلات التي لا اتفق مع كثير منها سوى تلك التي طالبت بان تكون هناك لجنة تحقيق على قدر عال من المسؤولية والمهنية وان تباشر عملية التحقيق بشكل علني بعيداً عن السرية في نتائجها ، هذه الاصوات التي ارى انها اصوات مدركة تماماً لما تتحدث عنه وان اراءها ذات معنى يفيد الوصول الى الحقيقة التي كلنا نبحث عنها ، وان تجمع كافة الادلة التي تؤدي بالنهاية الى تقديم المتورطين بالقضية الى العدالة الدولية ، وأن لا نبقى ندور في فلك اصدار الاحكام المسبقة والاتهامات التي تزيد من توتير الساحة الداخلية بدلاً من الوصول الى الجناة .
التحليلات الاستباقية التي تخرج عادة ما تكون خاطئة لأنها تفتقر الى المعلومات الكاملة ولا تقوم على حقائق ولا تأخذ بالاعتبار أي دلالة من دلالات البحث والتقصي بالإضافة الى جانب مهم وهو عدم تعاملها بمهنية التحقيق في القضية ، ولهذا عادة ما تكون ارتجالية مبنية على مواقف مسبقة في اغلبها تدخل في دائرة تصفية حسابات خارجية بعيدة عن صلب القضية وهذا ما يأخذ الاستنتاج الى اماكن بعيدة عن دائرة الاشتباه وبالتالي لا يفضي الى معرفة الجناة ، لهذا فالمطلوب هو انتظار نتائج لجنة التحقيق التي اطلب ان تنضم لها فصائل وطنية وتحديدا من الجبهة الشعبية باعتبار ان الشهيد نايف احد كوادرها وان تكون نتائج التحقيق علانية على وجه السرعة نظراً لحساسية القضية التي تمت في اروقة السفارة الفلسطينية في بلغاريا واستهدفت عمر النايف المطلوب لسلطات الاحتلال .