نشر بتاريخ: 06/03/2016 ( آخر تحديث: 06/03/2016 الساعة: 10:19 )
الكاتب: عبد الله كميل
التفكير المنطقي والتحليل الواقعي لما يدور على صعيد ازمة المعلمين في الضفة ..سيؤدي الى تسليط الضوء على اليات عاجله لحل الازمه..
انطلق اضراب المعلمين واستطاع ان يقنع الغالبيه الساحقه من ابناء شعبنا ..وقد كان المطلب الاساسي تطبيق اتفاقية 2013 اضافه لبعض المطالب الاخرى ..
اعلن الاتحاد العام للمعلمين والحكومه عن اتفاق بموجبه يتم وقف الاضراب ..
خرج الاخ احمد سحويل ببرنامج عالمكشوف مع ماهر شلبي وعلى ما يبدو بعض من حديثه استفز المعلمين..
انصب جام غضب المعلمين على الاخ احمد سحويل وتركز مطلب المعلمين على استقالة الاخ احمد وتحديد سقف زمني لتنفيذ اتفاقية 2013 ..
تأخر الاخ سحويل حتى اعلن اخيرا استقالته بعد تدخلات من هنا وهناك حيث تم اعلامه بان وجوده على رأس الاتحاد يعد عقبة امام عودة المعلمين للعملية الدراسيه فسارع للاستقالة كي يثبت انه لن يكون حجر عثره ..
الحكومه اعلنت وبشكل لا لبس فيه تعهدها بتطبيق اتفاقية 2013 مما ادى الى اعتبار ذلك تراجعا من قبل الحكومه وتلبية لمطالب المعلمين في تلك الفتره وبشكل عاجل تم تشكيل ما يسمى بالتنسيقيات في المحافظات وهذه التنسيقيات بدأت مع بقيه المعلمين برفع سقف المطالب مما اعتبر احراجا لكل من تعهد بناء على طلب المعلمين بعودة العملية الدراسية ..واستمر الاستنكاف عن العودة للعملية الدراسية..
بدل ان يتم اعتبار تراجع الحكومه وتلبيتها لمطالب المعلمين بحدودها المقبوله لدى المعلمين اضافة لاستقالة الاخ سحويل والامانه العامه انجازات كبيره تمكن من لا يريدون انهاء الازمة من اعتبار ما حدث وكأنه امر تافه وبسيط ولم يحقق مطالب المعلمين ما ادى الى تعنت المعلمين وترافق ذلك مع استغلال الاجراءات الامنيه يوم اعتصام الثلاثاء والتي اتخذت بناء على معلومات حول جهات تحاول حرف مسار الاعتصام حسب الاجهزه الامنية ..فزاد المحرضون الزيت على النار ..
قد يكون هناك خللا بادارة الازمه ولكن ذلك ما كان ليمنع العودة للمسيرة التعليمية حيث وبالمقابل اختلط الحابل بالنابل حيث وكما يقولون ضاعت الطاسة والنتيجة ان لغة التحريض وحالة التصعيد كانت سيدة الموقف بالنسبة للمعلمين وقد ترافق ذلك مع تصعيد اعلامي قاده بعض قادة حماس والذي حقيقة يشكل حساسية مبرره لدى السلطه الوطنيه
غابت سلطة التنسيقيات وقد ظهر ذلك من خلال الخلافات الحادة بينها يوم اعتصام الثلاثاء الا ان لغة التحريض والتصعيد هي التي سادت وسادت معها لغة التخوين والتعهير لكل من سيحاول كسر الاضراب من قبل المعلمين ..
بالمقابل اخذت القاعدة الشعبية للمعلمين بالانحسار خاصة بعد ان غابت لغة العقل والمنطق وعدم قدرة اي جهة في اوساط المعلمين على اتخاذ قرارات حتى لو كانت تكتيكية تتعلق بتعليق الاضراب وفسح المجال للغة الحوار واستمر فقط التصعيد وهذا بحد ذاته بسهولة يجد اذانا صاغيه من جهه ونجح كون اعادة النظام بحاجه لجهه اكثر قدره من عدة جهات متناقضه نتاج خطاباتها او صمت غالبيتها استمرار الحالة المأساوية ..وحسب المراقبين فلو تم تحقيق الغالية الساحقة من المطالب فلن تجد بالحالة هذه جهة مركزيه لديها القدره على ضبط الامور واعادة العملية التعليمية الى مسارها خاصة في ظل تضارب المطالب وتصاعدها هنا وهناك ..
انحسار الحاضنه الشعبيه لاضراب المعلمين يشكل خطر على مستقبل المعلمين والتعامل مع المعلم حيث زادت وتيرة التطاول على المعلم نتاج هذا العناد وهذه الفوضى وخروج البعض من المعلمين بشعارات سياسيه بعيدة عن اهداف الحراك المفترض انه مطلبي ..
بعد خطاب السيد الرئيس الايجابي لصالح المعلمين وعدم التجاوب من قبل المعلمين ترسخت لدى المراقبين حقيقة ان ما من جهة لديها القدرة في اوساط المعلمين على ضبط الايقاع وتلقف الفرص ما ادى الى ضرورة استخدام طرق لاعادة الامور الى نصابها ..
في ظل عدم وجود جهة مركزيه كقيادة نقابية فان ما يجري يعتبر استنكافا عن العمل من قبل المعلمين يستدعي التدخل وفق القانون وهذا ما قال به بعض القانونيين حيث ان ما يجري يذهب بعيدا باتجاه الغوضى وهو ما ينعكس سلبا على طلابنا ومجتمعنا بشكل عام حيث حدثت الكثير من الاحداث التي تهدد السلم الاهلي ..
وبناء على ما سبق فان على كل القوى الحية ..المؤسسات..الفصائل..قوى المجتمع المدني ..المجالس البلدية ..الوجهاء..اولياء الامور ..مدراء المدارس ..مطلوب منهم العمل على الضغط باتجاه اعادة العملية الدراسية الى نصابها اي ان يتم تعليق الاضراب لحين تشكيل اتحاد جديد ليقوم بواجبه ..وان بقي جزء من المعلمين مستنكفا فلا ضير من استخدام القانون بحقهم ..وكل هذا لا يعني ان لا حقوق للمعلمين او انه يهدر الحق بالتظاهر او الاضراب لكن لا يعقل ان يتم ذلك بعيدا عن النظام والقانون حيث ان الاتحاد القادم مطلوب منه العمل بكل ما اوتي من طاقة في سبيل تحقيق هذه المطالب على ارضية الحوار البناء مع الحكومة ..