الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

8 آذار .... المرأة الفلسطينية بين الحق والواجب

نشر بتاريخ: 08/03/2016 ( آخر تحديث: 08/03/2016 الساعة: 12:40 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

في يوم المرأة نقول أن كل يوم هو يوم للمرأة، ونهنئها ونهنئ أنفسنا وكافة النساء في كافة مواقعهن، وأننا نفتخر بأننا ننتمي للمرأة الفلسطينية، والتي سطرت أجمل وارقي آيات المحبة والإخوة، والصمود والنضال في وجه كل المؤامرات التي حيكت ضد شعبنا.

وفي كل المواقع المرأة الفلسطينية حاضرة، فهي الطبيبة والعالمة والخبيرة والمحامية والمهندسة والأم والبنت والأخت والزوجة والموظفة والمعلمة وغيره، فهي موجودة بوجود الرجل ومكافحة على كافة الأصعدة والأمكنة، وهي التي قادت كل مسيرات النهوض والانتفاضات والثورات الفلسطينية، ونتذكرها أينما ذكرنا موضوعا أو ارتحلنا، وكانت هي السباقة في كافة المواقع، ففي الوقت الذي تسعى فيه أمريكيا والتي تدعي أنها الدولة الديمقراطية إلى ترشيح امرأة لمنصب الرئيس، سبقتها المرأة الفلسطينية بعشرين عام عندما نافست المرحومة الدكتورة سميحة زعيم الثورة ياسر عرفات على منصب الرئيس وقد حصلت نسبه لم يتحصل عليها كثيرا من قادة الأحزاب في الانتخابات اللاحقة.. نعم هي تلك المرأة الفلسطينية التي بقيت على مسار النضال الفلسطيني وخاضت مع رجلها في كافة المواقع دون كلل أو ملل.

الحمد لله الذي من علينا أنني لم أجد أي قانون فلسطيني على مدار التاريخ الفلسطيني ينتقص من حق المرأة، بل كان لها الحق في المشاركة الفعالة في كافة المهام، وقد تقلدت مناصب القضاء قبل أكثر من ستة عقود، وكانت تشغل كافة المناصب الوظيفية في دولة فلسطين منذ الحكم العثماني وبعدها في عهد الانتداب، وهي الأولى في حمل البندقية ضد الغزو الاستعماري والاحتلال، ومن منا لا يتذكر المناضلات الذين خضن الكفاح المسلح وبعدها خضن الدبلوماسية وأبدين فيها ما لم يبديه أحدا غيرهن.

المرأة الفلسطينية ذات رؤية واضحة وعميقة وهي تقف في صف واحد مع أبناء مجتمعها الآخرين، وهي أهم عوامل الصمود، فالمرأة أم الشهيد والأسير والجريح، وهي المعذبة بعذابات هذا المجتمع، وان لحق فيها أذى أو نقص فهو نتيجة ما يلحق بأبناء شعبها، وهذا اليوم ليس لنتذكرها بل لنعيد الذكرى للبعض بان كل يوم هو عيد للمرأة.
في الثامن من آذار، نتذكر المرأة معلمة الأجيال والتي تفوقت على مجتمعها وسلطاتها ورجلها وبنت أبطال مجتمعنا الذي يخوضون المعارك تلو المعارك وعلى كافة الصعد ضد هذا الاحتلال الغاشم وضد الظلم والقهر الاجتماعي.

في هذا اليوم ونحن نرى من يبيعنا الوهم حول حقوق المرأة، عليه أن يمنح للمرأة حقها في التعليم والصحة والوظيفة، وان ينزل قبعته احتراما لها كمربية للأجيال لا أن يتعالى على حقها ويحرمها من يومها الوحيد على مدار سنة كاملة.
فالمرأة إن حزنت أو تعبت أو قهرت أو شعرت بضيق، فقط هو لحزنها وقهرها على حقوق شعبها، وعلى ذل مجتمعها ككل، فمن يبيعوننا الكلام في حقوق المرأة ومشاركتها أو غيرها فليبحثوا عن بضاعة أخرى لان حرية المرأة الفلسطينية من حرية شعبها ونضاله وصموده.
من يأتي ليطالب بحقوق المرأة ويتغنى في أنها لا تحصل حقوقها أين هو من معدلات البطالة التي تزيد عن 25% من أبناء شعبها، أين هي مشاريعه للنهوض بالتمنية وزيادة الدخل والتوظيف الذي يعزز حق المجتمع وبالتالي حقوق النساء؟