الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين و مناورة رعد الشمال العربية

نشر بتاريخ: 14/03/2016 ( آخر تحديث: 14/03/2016 الساعة: 12:58 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

ما تحياه المنطقة العربية والإسلامية من ظروف سياسية وعسكرية صعبة، فرض على القادة والزعماء العرب الكثير من التحديات الصعبة، واتخاذ القرارات العملية من أجل حماية الأمن القومي العربي، وتشكيل الدرع الواقي لبلادنا العربية من الكثير من المخاطر الأمنية المحدقة بها.
ولا يخفى على أحد حجم الأزمات التي تمر بها البلاد العربية، كما لا يخفى حجم التحديات الكبيرة التي تشهدها الكثير من دولنا وعلى رأسها سوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها من دول المنطقة.

وتواجه دولنا العربية الكثير من المصاعب والتحديات الخطيرة خاصة بعد التدخل الروسي الخطير في سوريا وصعوبة الأوضاع العسكرية في اليمن وليبيا والتهديدات الكبيرة التي تتعرض لها السعودية في حدودها مع اليمن، والأوضاع الأمنية الصعبة التي تشهدها العديد من الدول العربية في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرا كبير على استباب الأمن في الكثير من الدولة وتشكل تحديا صعبا أمام الحكومات العربية .

أمام هذه الخارطة السياسة الصعبة والمعقدة التي تشهدها دول المنطقة العربية أصبح لزاما على المملكة العربية السعودية – أكبر دولة عبرية - التحرك العملي من أجل مواجهة هذه المخاطر الكبيرة التي تعصف في المنطقة العربية، حيث أعلنت المملكة السعودية في ديسمبر الماضي عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي هو الأول من نوع ضدّ الإرهاب التي يهدد أمن وأراضي الدول العربية وضم هذا التحالف العسكري ( 34) دولة عربية إسلامية، كما تم وضع الأهداف والاستراتجيات العسكرية لهذا التحالف ورصدت له مهمات العمل والسياسات من أجل مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجه الدول العربية.
وقبل أيام أثلج صدورنا ونحن نشاهد اختتام أكبر مناورة عسكرية عربية في تاريخ المنطقة العربية منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، وقد أشرفت عليها المملكة العربية السعودية و شاركت في المناورة 20 دولة عربية وإسلامية، كما شارك في هذه المناورة أكثر من 200 ألف جندي، وقرابة (250 ألف) مقاتلة حربية و( 20 ألف) دبابة و( 460 ) هليكوبتر هجومية.

إن المتابع لأخبار هذه المناورة العسكرية العربية الضخمة، يدرك حجم التجهيزات العسكرية الكبيرة والحشود والجيوش العربية ذات الخبرات العسكرية العالية التي شاركت في هذه المناورة النوعية، كما يدرك الاهتمام السعودي الكبيرة بهذه المناورة والإجماع العربي على هذه الجهود العسكرية التي تبذلها المملكة العربية السعودية، حيث شهد احتفالات اختتام هذه المناورة جل الزعماء والقادة العرب .

لقد أثلجت صدورنا في فلسطين ونحن نتابع هذه المناورة العسكرية الكبيرة، وهذه الحشود من الجيوش العربية الإسلامية، وهذه الأرقام الكبيرة من المعدات والآليات العسكرية التي شاركت بالمناورة، والتي حملت رسالة لكافة القوى العالمية أن أمن البلاد العربية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن موازين اللعبة العسكرية قد تغيرت، وأن التدخل العسكري الروسي الخطير في المنطقة لابد أن يتوقف، ولا مجال للقوى الأجنبية الخارجية التدخل في أمن المنطقة العربية.
لقد استشعرت وأنا أتابع الأخبار عن هذه المناورة العربية بالعزة والكرامة العربية، والأمل الكبير في هذه الجيوش الجرارة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية في توفير الأمن والحماية للأراضي العربية، وأن تضع نصب عينها الهدف الأبرز والأسمى وهو تحرير أرض فلسطين من دنس الغاصبين.

إن عيون الفلسطينيين وقلوبهم مع هذه الجيوش العربية، ومع هذا التحالف العسكري الإسلامي، والأمنيات أن يحفظ الله بلادنا العربية وأن يعم الأمن والسلام على ربوع المنطقة، ولكن الجرح في فلسطين عميق وهي تعيش الظلم واستباحة الدماء من قبل الصهاينة منذ أكثر من ستين عاما وتنتظر فلسطين جيوش التحرير العربية من أجل تطهير الأرض المباركة من دنس المحتلين وإقامة الدولة العربية الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.

يعلم القادة العرب جيدا ما تحياه أرض فلسطين من آلام ومعاناة، ويعلم القادة العرب حجم التضحيات الكبيرة العربية والفلسطينية التي قدمت من أجل تحرير فلسطين؛ لذا فإن أمل الشعب الفلسطيني والأوفياء من أبناء الأمن العربية الإسلامية- أملهم كبيرا في هذه الجيوش العربية في مواجهة العدو الصهيوني ودحر الاحتلال عن كامل التراب الفلسطيني.

إن رسالة فلسطين إلى كافة الجيوش العربية وإلى التحالف العسكري الإسلامي أن يكون تحرير فلسطين على رأس الأولويات والأهداف العسكرية، وأن تبدأ الجيوش العربية بالإعداد والتجهيز الفعلي للانطلاق في حرب تحرير أرض فلسطين، والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي ووقف المجازر اليومية التي ترتكب بحق فلسطين الأرض والإنسان والحضارة.

وأخيرا حمى الله بلادنا الإسلامية من كافة المخاطر العسكرية والأمنية المحدقة بها، وسلمنا الله من مؤامرات القوى الإقليمية والعالمية على بلادنا العربية، وأسأل الله أن يكون هذا العام عام الخير والأمن والآمان على أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وأن يحمي الله أبناء شعبنا من مجازر المحتل الغاشم .