نشر بتاريخ: 16/03/2016 ( آخر تحديث: 16/03/2016 الساعة: 04:45 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
الهامور نوع من انواع السمك متوسط الحجم؛ تشتهر به مطاعم الخليج. وسرعان ما تحول الى مصطلح اعلامي يقصد به رجال الاعمال الاغنياء وانهم الاسماك الكبيرة قياسا مع صغار المستثمرين (الاسماك الصغيرة) في نهر الاقتصاد الجاري.
في فلسطين لا قيمة لوجود الهوامير؛ لان الغنى والفقر تحت الاحتلال يعطيان نفس النتيجة تقريبا، وقد قمع الاحتلال الهوامير الاقتصادية حتى تشفق على حالتهم اذا قابلتهم؛ فهم لا يواظبون على الشكاء والبكاء اكثر من الفقراء.
وظهر في بلادنا هوامير سياسية ؛ وهوامير عشائرية ؛ وهوامير أمنية ؛ وهوامير حزبية ... ولو سمح لي ان اوصف الرقعة السياسية في فلسطين لاخترت طاولة القمار " الروليت " وفيها 36 رقما فقط . ومهما دار النرد بسرعات مختلفة ومهما تغير الديلر ومهما اختلفت الالوان وعلا الضجيج واشتد الفحيح فان الكرة النردية لن تسقط الى في خانة رقم من هذه اللارقام . ولا يهم اذا كان الهامور صفرا او صفرا مضاعفا " دوبل زيرو " لان الرقم المختار لن يتربع الا على الطاولة نفسها والحظ لن يأتي الا عبر هذه الارقام وليس من خارجها .
هوامير بلادي من صفر الى 36 . والحظ يلف ويدور ويقرقع ويقعقع ويفرقع ثم يستقر فيها ولا يخرج عنها .
في الاقتصاد هناك فلان وفلان وعلان ؛ وفي السياسة هذا وهذا وذاك ؛ وفي الامن ذاك او ذاك او التابع لذلك ؛ ومثلها الدبلوماسية والفن وحتى الشعراء والمؤسسات الاعلامية .
الحظ جميل ، هو هدية السماء ؛ ضريبة الصدفة ، افعوانية الدفع التي تتحدى قوة الطرد المركزي . الحظ باه ومشتهى ولذيذ مثل شمامة باردة في يوم حر قائظ . ولكن تدافع الاجيال وتراكم الطاقات يصنع العجائب .
في بلادي هوامير السياسة والاحزاب هم الاقوى ؛ هم الاشرس ؛ هم الاجرأ ؛ هم الاشد .. ومهما تلف كرة النرد ؛ ومهما تدور ستعود اليهم .
الحركات الاسلامية لم يعجبها ذلك ففتحت طاولة خاصة بهواميرها بعيدا عن منظمة التحرير .
تحذير ، المستقلون وممثلو حزب الكنبة وجماهير المشاهدين والمهمشين والذين لا ظهر لهم لا احد يتذكرهم الان .. ولكنهم في اية انتخابات قادمة سيحصلون على الغالبية ؛ وربما على الاكتساح .