السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

التعليم في فلسطين بين الإضراب وأفضل معلم في العالم

نشر بتاريخ: 17/03/2016 ( آخر تحديث: 17/03/2016 الساعة: 10:58 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

بالتزامن مع إنهاء إضراب المعلمين الفلسطينيين بين الترغيب والتهديد الذي استمر لأكثر من أربعة أسابيع، تلقينا خبر هو الأجمل في الفترة الأخيرة، وهو فوز المربية حنان الحروب بجائزة أفضل معلمة في العالم، وقد بحثت شخصيا في المؤسسات المانحة ووجدت أنها فعلا تستحق أن تكون أفضل مربية في العالم، وهذا ليس غريب على أبناء الشعب الفلسطيني وفي كل يوم نسمع جديد بهذا الخصوص وغيره الكثير.
وما يتم كتابته في هذا المجال لا يمكن الوصول إلى الكفاية فيه، فإضراب المعلمين كشف عن عورات الدولة في تعاملها مع التعليم وتبين أن ربما هناك تعليم ولكن التربية فيها مشاكل، ولذلك يتوجب البحث في ذلك مطولا.

ليس غريبا أن يظهر أبناء الشعب الفلسطيني في مراكز متقدمة في مجالات مختلفة ومنها التعليم وخاصة انه نشر قبل أيام وعلى مدار سنوات كذلك أن غزة تتفوق على العرب في نسب ومجالات التعليم، وبالتالي وعلى الرغم من الإمكانيات المحدودة إلا أن التعليم الفلسطيني بقي هو الرمز الأول للتفوق، ويمكن الاستثمار فيه والنهوض بالحياة التعليمية وزيادة الدخل القومي من خلالها.

ففي كل المواقع اثبت الفلسطينيون أنفسهم في كافة المجالات ومنذ بداية القرن الماضي فقد تفوقوا على كثير من نظرائهم على مستوى العالم وظهر منهم العلماء، وعلى الرغم من محاولات بريطانيا محاربة التعليم، وما تلاها من إسرائيل فيما بعد حيث كرست جهدها لمحاربة التعليم على كافة مستوياته.
وبعد قدوم السلطة الفلسطينية وتولي وزراء فلسطينيون التعليم تبين أن التعليم لم يظهر في مستويات أعلى من قبل ولم يظهر لدى السلطات المحلية أي اهتمام ملحوظ في التعليم، بل بقيت الموازنات دون المطلوب وبقيت الخطط على حالها وبقيت التعيينات وفق أجندات معينة، بل وتم محاربة نصف شطر الوطن تحت أسباب ليس لها علاقة سوى التخريب على التعليم وزعزعت أركانه.
والفاجعة الكبرى التي تلقيانها في تعامل الحكومة مع المعلمين في فترة هذا الإضراب التي فاجأت الجميع حيث أن من يتولون الإشراف على التعليم هم أصلا أبناء هذه المهنة.

فأمام كل ذلك يتوجب على القائمين على التعليم أن يعيدوا بناء الخطط بما يرتقى بالأسلوب والطريقة في تعزيز صمود عناصر التعليم من معلمين وطلاب وأولياء أمور، يجب إحداث ثورة تعليمية قائمة على عناصر تكنولوجية ومواءمة مع انفتاح العالم، ووضع الموازنات اللازمة والكافة للنهوض بالتعليم ، وتركيز جزء من الجهد على التعليم الاحترافي والمهني.