نشر بتاريخ: 18/03/2016 ( آخر تحديث: 18/03/2016 الساعة: 12:37 )
الكاتب: جهاد حرب
(1) نتائج مسح الشباب مرعبة
نتائج المسح التي اعلنها الجهاز المركزي للاحصاء تُرعب كل فلسطيني، وليس فقط، كل سياسي، فقط حوالي 13% من الشباب بين عمر (15-29) يشاركون في الحياة العامة؛ (6.3%) من الشباب ينتمون الى اندية ومراكز رياضية، و(3%) ملتحقين بجمعيات أهلية أو ثقافية أو منظمات غير حكومية، و(2.4) ينتمون إلى اتحادات ونقابات بمختلف أشكالها، فيما أقل من 1.5% من الشباب ينتمون لاحزاب أو حركات سياسية. في المقابل أفاد 40% من الشباب أنهم سيشاركون في اي استحقاق انتخابي، وقال 29% انهم ربما يشاركوا.
وفقا لنتائج الرئيسية لمسح الشباب الفلسطيني 2015، فان الشباب (15-29 سنة) في المجتمع الفلسطيني يمثلون حوالي 40% أي هي قوة هامة في تحديد مستقبل أي نظام أو حزب سياسي في البلاد، فيما يشكل من هم دون هذه الفئة عمريا (0-14 سنة) أيضا حوالي 40%. وباحتساب بسيط لمن هم في سن الانتخاب وفقا لفئة الشباب هذه، بعد حذف نسبة الذين هم أقل من ثمانية عشر عاما، فإنهم يمثلون 32% من المجتمع أي حوالي ثلثي الهيئة الناخبة أو الذين يحق لهم المشاركة في اختيار ممثلي الشعب أو الذين يفوضون ممثليهم بممارسة السيادة نيابة عنهم، أي هم بمعنى آخر عصب الاحزاب السياسية ومبتغاها.
هذا المقال بكل تأكيد لا يسعى لتقديم اجابات لهذه النتائج، ولا هو قادر على الاجابة، إنما يحاول طرح السؤال في اللحظة التاريخية أو المناسبة للتحولات الاجتماعية، ربما، للحصول على اجابات حكومية أو حزبية أو مجتمعية لهذه النتائج، وهي تحتاج، على حد قول العلامة ابن خلدون، إلى "نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الواقع وأسبابها عميق ..." لمعرفة أسباب عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة العامة، والسياسية منها على وجه الخصوص، قبل فوات الأوان والترحم على ما كان أو فات.
(2) دروس اضراب المعلمين
كتب زملاء كُثر عن دروس اضراب المعلمين؛ أشاطرهم الرأي في الكثير من الاستخلاصات التي قدموها أو ذهبوا إليها، وهي محقة وفيها الكثير من الصواب والقليل من الرأي. وهو، أي الرأي، حق الكُتاب في قولهم أو تعبيرهم، وفي انحيازهم مع هذه الجهة أو تلك ومع هذه الفكرة أو غيرها. وهو "الرأي" أيضا مفتاح السؤال أو الذي يولد السؤال؛ فنقيض الفكرة يُحصن الفكرة بتطويرها أو يولد فكرة أخرى، أو بالأحرى يُعْمِلُ العقل ويَفْتَحُ آفاق التفكير فلا يحصره أو يجعله يُحاصره فلا يرى المرء من الامر أبعد من أرنبة أنفه.
عاش الشعب الفلسطيني شهرا صعبا بات الانزلاق نحو الانفجار سهلا، توقف العقل عن الموازنة، وأعملت "قوى الموازنة" للكسر في موضعٍ الكسرُ فيه هزيمة للأطراف جميعها أو فوقها (الوطن والدولة). في ظني أنه، بعد انقشاع غبار المعركة "تعليق اضراب المعلمين"، باتت عملية التقييم " Evaluation" للشهر الفارط ضرورية وتحميل المسؤوليات واجبة كل بقدره وحجمه ومسؤوليته عن الازمة وتصاعدها، وعن عدم القيام بدوره الواجب، وكذلك عن حسن ادائه في تجنب التصعيد. فجميع المؤسسات المدنية والأمنية التي عملت خلال السنوات السابقة خطط استراتيجية استخدمت التحليل الرباعي SWOT لانجازها. واليوم نحن احوج لاستخدام التحليل الرباعي SWOT في المراجعة والتقييم بدلا من عجلات الدفع الرباعي لاستخلاص العِبَرِ لأدائها خلال اضراب المعلمين.