الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصالحة حماس مع مصر ستنجح ومع فتح ستفشل

نشر بتاريخ: 19/03/2016 ( آخر تحديث: 19/03/2016 الساعة: 13:35 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

رغم الاحتقان الاعلامي بين مصر وحركة حماس الا ان الامور لن تسير باتجاه الطلاق الكبير والفناء في العلاقة السياسية والامنية ، وبالاساس لولا الاحتضان الشعبي والامني والسياسي المصري لما تمكنت حماس من السيطرة على قطاع غزة لمدة 24 ساعة . ولكن مصر في العام 2007 وقفت موقف الحياد احيانا والغزل الاعلامي بحماس ثانيا ما اوحى بموافقة ضمنية لنتيجة وقعت في القطاع . واذكر في العام 2007 أنني سألت احد المسؤولين المصريين في القاهرة عما حدث من انقسام فأجابني مبررا الموقف الرسمي القريب من حماس : يفندم دا هوا الشارع المصري حماس واحنا ما نقدرش نقول عكس ما يريد الشارع المصري .

والغريب ان الامور انقلبت الى النقيض ، والان يبدو ظاهريا ان هوى الشارع المصري محاربة حماس ، ولكنها مجرد انطباعات اعلامية لا تقود المرحلة وان كانت ترخى بظلالها عليها . ولكن المؤكد ان مصر بمخابراتها وقواها السياسية واستخباراتها الحربية لا ترى ان هناك اية امكانية لعودة فتح لحكم قطاع غزة ، فهي ترى ان قيادة فتح في غزة متناقضة ومتصارعة فيما بينها ولا تستطيع ان تضبط الاوضاع . ونقلا عن صحفي مصري كبير ومقرب من اصحاب القرار في القاهرة : ان مصر لا ترى اي افق لعودة فتح لحكم قطاع غزة حاليا ، ولذلك هي مضطرة ان اجلا ام عاجلا للعودة الى تحسين العلاقة مع حركة حماس .

ولا يفاجئني قريبا أو لاحقا ان تعود العلاقات المصرية الحمساوية الى طبيعتها ، ولا يفاجئني ان خيارات اخرى ستتراجع وان كانت تحظى بزخم اعلامي يعتمد على التمنيات وليس على المعطيات الحقيقية .

من جهة اخرى لا يبدو ان هناك اي أمل في اتمام مصالحة وطنية بين منظمة التحرير وبين حماس ، الا اذا وقعت معجزة كبيرة واتفق الطرفان على الانتخابات في غضون سنة قادمة وهو امر يعني ان مرحلة انقضت وان مرحلة اخرى مختلفة تماما ستدخل حيّز التنفيذ .

نقطة أخيرة فيما يتعلق باستمرار الوضع الراهن ، وهو ما سيقود الى دولة في قطاع غزة ومطار وميناء ـ وسيقود الى تصاعد الانتفاضة لدرجة كسر العظم مع الاحتلال ومغادرة ابو مازن للحكم ، ثم العودة من جديد الى مرحلة التفاوض مع قائد جديد وظروف جديدة تؤدي الى كيان حكم ذاتي فلسطيني وحل مؤقت .