الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لو اجتمع كل يهود العالم في فلسطين لما تغيّر الحال

نشر بتاريخ: 21/03/2016 ( آخر تحديث: 21/03/2016 الساعة: 12:26 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يعتمد المشروع الصهيوني على المنطق ، ولا على التوازن الديموغرافي او الاعتبار الجغرافي ، وانما يعتمد على فرض الامر الواقع على الاخرين وصولا الى مفهوم الاحتلال بالقوة وانتقالا الى التهويد وهو ( الاحلال بالقوة ) . ومن يصل الى هذه الدرجة من التفكير لا يصلح معه المنطق ولا القوانين الدولية وانما يغلق باب التفاهم ويرمي المفتاح في نهر اليأس والاحباط .
استجلاب 17 يهوديا من اليمن الى فلسطين ليس انتصارا فكريا ولا ايديولوجيا ولا عسكريا ولا امنيا لاسرائيل ، وانما هو محاولة اخرى لتعويض الجبهة الداخلية الاسرائيلية عن حالة القلق الوجودي الذي تعيشه . ولو افترضنا ان اسرائيل والوكالة اليهودية والموساد نجحوا ايضا في استخضار مئة الف يهودي من فرنسا واوروبا ومثلهم من البرازيل والهند فان الواقع لن يتغير ، ولو ان المستوطنة التي تتسع لعشرين الفا صارت تتسع لثلاثة وعشرين الفا ، فالامر سيان .
ان المشروع الصهيوني مرّ في ثلاثة مراحل ، مرحلة تهجير بعض اليهود الى فلسطين في غضون سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وهو امر لم يمانعه المجتمع الدولي والعالم ، ففلسطين مثل باقي الدول العربية كانت مستعدة لاستيعاب 400 الف يهودي لان الوطن العربي كان يستوعب مليون يهودي عربي يعيشون في رغد ويطلق عليهم اسم ( الخواجا ) والخواجا هو الذي يدير مشروعا يملكه هو . اي انهم كانوا ميسوري الحال ولهم املاك ومحلات ومعارض الذهب الابريز ومحلات الساعات والمناصب العليا .
المرحلة الثانية كانت مرحلة قيام كيان سياسي مستقل في غضون سنوات ( كان اعلى طموحهم اقامة حكم ذاتي ) ولكن حرب ال 48 ومؤامرة الجيش البريطاني وكلوب باشا أدّت الى النتيجة المعروفة .
المرحلة الثالثة مرحلة العيش بسلام وامن في غضون سنوات . وهو امر استحال على اسرائيل طوال 70 سنة ، ويستحيل عليهم ل700 سنة اخرى ... لان سرقة أرض واقامة معكسر عليها امر هيّن . اما العيش بسلام وهدوء فهذا يفوق طاقة الاحزاب الصهيونية . وحتى امريكا التي تدّعي انها تحكم العالم لن تستطيع بكل اساطيلها وقوتها ان توفر السعور بالامان ليهودي واحد يسير في شوارع تل ابيب .
العيش بسلام وأمن لا يمكن الا من خلال موافقة ورضى الفلاح العربي الفلسطيني، ومهما طال الزمان سيعود قادة اليهود ويطلبون العفو والغفران من اللاجئ الفلسطيني وسوف يتوسلون اليه أن يصفح وان يغفر وأن يسمح لهم ولاولادهم ان يعيشوا بأمن وسلام . وهذه هي المفاوضات الحقيقية .
ونحن وهم والزمن طويل .