نشر بتاريخ: 30/03/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
أثار نبأ قيام وفد فلسطيني رسمي موسّع ل " واجب " العزاء لعائلة ضابط الاحتلال ورئيس الادارة المدنية منير عمار في قرية جولس ، اثار نقاشا ساخنا وسط المثقفين والصحفيين الفلسطينيين ، ومثله مثل غيره من الاخبار " الخلافية " يحظى بأكثر من وجهة نظر ، تماما مثلما نشر موقع امني عن قيام الامن الوقائي الفلسطيني بمنع 58 عملية ضد اسرائيل واجتماعه مع الشاباك الاسرائيلي أكثر من 80 مرة في الاشهر الاخيرة . ومن يقرأ الخبر يعتقد ان الامن الوقائي يجتمع مع الشاباك فيما لا تفعل الاجهزة الامنية كافة نفس الامر !
ولانني اؤمن بأن اخفاء الخبر أخطر واكثر ضررا من نشره ، تعاملنا مع الخبرين بتجرد ونشرناهما اسوة باخبار مماثلة سابقة ... وحاولنا قياس رد فعل الجمهور من خلال عدد القراء ووجدنا ان الخبرين يحظيان بقراءة عالية باعتبارهما خبران مهمان وحساسان ويتناولان موضوعين خلافيين .
الاخ محمد المدني رئيس اللجنة الفلسطينية الاسرائيلية وهو عضو لجنة مركزية في حركة فتح ، رجل وطني مجرب ولا يكترث بالرأي العام كثيرا وليس من ذلك النوع من القادة الذين يبحثون عن لايكات على الفيس بوك ، عرفته وعملت معه حين كان محافظا لبيت لحم ايام الزعيم عرفات وفي زمانه حاصر الاحتلال كنيسة المهد وقتلوا ابناء المدينة وقهروا شيوخها ورهبانها . ومحمد المدني ( ابو يافع ) هو الذي ترأس الوفد الى بلدة جولس لتقديم العزاء للعائلة الدرزية ، وقد جلست معه عدة مرات في السنة الماضية نتحدث في الشؤون الاسرائيلية ، وهو مقتنع انه يخدم فلسطين من خلال ابقاء علاقة الحوار والمجاملة واللقاءات المشتركة وهو الذي يشرف على تنسيق حضور اليهود والحاخامات والصحفيين اليهود الى المقاطعة لمقابلة الرئيس ، وابو يافع مقتنع مع اعضاء اللجنة ان الحرب مع اسرائيل ظرف طارئ وان الحوار هو الاساس . مقابل تيار فلسطيني اخر يرى ان حالة الحوار مع اسرائيل طارئة وعابرة وان الحرب والانتفاضة هي الاساس .
وينطبق ذات الحوار على خبر الامن الوقائي ومعه كامل النظام الامني الفلسطيني ، وهو امر سياسي لا يجب ان يتحمل مسؤوليته هذا الجهاز السياسي او ذاك وانما اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلسين المركزي والوطني ، فهم في نهاية الامر ليسوا نجوم أخبار وضيوف استوديوهات وانما هم جهة قرار فصائلي تتحمل مسؤولية القرار واليات تنفيذ القرار . ومنذ أشهر يتسرب للاعلام مشروع قرار اعادة تقييم العلاقة مع اسرائيل ( ويشمل امنيا والتنسيق الامني ) ولكن المجلس لم يجتمع والامور لم تتضح والملفات لم تفتح ولم تحسم .
ونعود الى سؤالين اساسيين يفسران الامر ويوضحان الرؤية :
هل نسير بالاتجاه الصحيح ؟
هل نستخدم الادوات المناسبة لتنفيذ القرارات ؟
وكي نبدأ من السؤال الاخير - ومن وجهة نظري - ان الادوات غير صحيحة ومرتبكة وارتجالية ، وانا استغرب ان صوت اسرائيل ينشر خبر زيارة وفد فلسطيني رسمي لتقديم العزاء في جولس فيما يمنع صوت فلسطين من نشره !!! واذا كان الوفد يشعر بالخجل من هذه الخطوة فلماذا يقوم بها ! واذا كان مقتنع بها فلماذا لا يفسرها للجمهور الفلسطيني . ويقول المثل الشعبي ( المخبى بندوق ) .مع العلم ان وزير حربية الاحتلال موشيه يعلون قال في عزاء مدير الادارة المدنية انه " صديق لاسرائيل " ولم يقل انه اسرائيلي ، في اشارة الى انه ليس يهوديا وانما درزيا عربيا .
وسؤال اخر على هامش الموقف : لماذا نقوم بتعزية ضابط احتلال ويلبس لباس الاحتلال ويضع نجوم الاحتلال على كتفه ولا نقوم بتعزية نشطاء السلام وقادة يهود حاربوا ضد الصهيونية وساعدوا الشعب الفلسطيني مثل يوسي سريد !!!! ويعلق في ذهني سؤال : ماذا سنقول للاخوة الدروز رافضي التجنيد في جيش الاحتلال وماذا نقول لروح المرحوم سميح القاسم بن الطائفة الدرزية الذي كتب أجمل قصائد حب فلسطين .
اما السؤال الاول : هل نسير بالاتجاه الصحيح ؟ فهذا امر لا يقرره كاتب صحفي ولا فصيل لوحده ولا يتحمل مسؤوليته رئيس او عضو برلمان او عضو قيادة ، وانما تتحمل مسؤوليته كافة هيئات القيادة في منظمة التحرير بدء من الاخ سليم الزعنون ووصولا الى الهيئات الفرعية في صنع القرار وتنفيذه .
هل نريد انتفاضة ؟ هل نريد سلاما مع اسرائيل ؟
ام نريد من الاطفال ان يواصلوا الهجوم على الحواجز بالسكاكين ، فيما تذهب القيادة لتعزية ضباط الاحتلال .
أخي القائد ، افضح الشرع وهو الذي يستر .