الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعلم كيف تنتصر... قامة شعب وقضية

نشر بتاريخ: 01/04/2016 ( آخر تحديث: 01/04/2016 الساعة: 11:58 )

الكاتب: بهاء رحال

الاستاذ عيسى محمد عباس العزة "ابو الرائد"، القائد الوطني المناضل الذي عرفته بيت لحم بمدنها وقراها ومخيماتها ، بريفها وسهلها وأمكنتها التي تحفظ لهذه القامة دورها ومكانتها ووفاءها عبر سنوات طويلة من اللجوء عاش فيها ينبئ بالعودة والخلاص من الاحتلال ويبشر بالحرية والاستقلال التي دفع ثمنها سنوات من عمره في سجون المحتل الذي طارده سنوات واعتقله وأخضعه لعقوبات شديدة وقاسية عبر مشوار حياته حين سعى ذلك المحتل الجبان ان يقبض هذه الجمرة المشتعلة دفئاً ونوراً للوطن ، حاول ان يكسر هذه الارادة المسكونة في قلبه ووجدانه لكنه ظل شامخاً في وجه هذه المحاولات ، ظل يربي في الاجيال فسحة الامل المشرق القادم لا محالة ، ظل ينبئ بالنور المتوهج حرية في آخر النفق المظلم ، ظل يردد آيات الثورة المنتصرة على كل اعدائها.

الاستاذ والمربي والأديب المفكر عيسى العزة الذي وهب الاجيال العلم والمعرفة ليصير المخيم شعلة عطاء ويكون نبراساً يضيء طريق المنتصر العائد لأرضه ووطنه ، الأب الذي عرفته قبل اكثر من عشرين عاماً يظلل الكل بقلبه الكبير ويحرص على ان يدفئ مسافة الاختلاف دائماً بروح المحبة والأخوة والإباء فكان دائماً يقول ان لا خلاف على مشروعنا الوطني وان كان هناك اختلاف في رؤيا البعض لاستخدام الادوات فان هذا لا يعطي أي دلالة على الاختلاف الفعلي بل هو فعل الاجتهاد الذي قد يصيب وقد يخطئ فيه المجتهد سواء كان حزباً او تنظيماً او فرداً ، ولهذا استطاع ان يحافظ على احترام وثقة الجميع.
 
القائد الوطني والقامة الكبيرة عيسى العزة ، اللاجئ الذي لم يغادر المخيم لأنه يصر ان تكون الطريق من المخيم فقط عودة الى قريته التي هجر وعائلته منها " تل الصافي " ، فلا رجوع ولا تلكؤ عن هذا الهدف وهذا المبدأ وهذا الايمان المطلق ، فالعودة طريق الحق وان تلكأ البعض او تراجع فئة قليلة عنه وان اختلف الزمان ، فلا بد للحق ان ينتصر والحق يعني العودة وهذا أمر لا جدال فيه ولا عليه ، وهذا دستور حياة لكل لاجئ يحفظ في قلبه وصايا الرجوع الى ارض الذات.

الاستاذ عيسى العزة وفي أمسية اشهار كتابه " تعلم كيف تنتصر " جعلنا نعيش لحظات فرح ممزوجة بالكرامة والعزة وبعطر الحنون الفلسطيني النقي ، فكانت الامسية مختلفة يغلب عليها فرط وجداني لا تصفه الكلمات لأنها أعادتنا الى أيام الفلسطيني الاول الذي حفر اسمه بالصخر فوق رؤوس الجبال ، الفلسطيني الذي بدل شكل المخيم من مكان يأوي الفقراء الى قلعة من قلاع الحرية والنضال ، أمسية كانت بطعم الحياة الحرة الكريمة والنزيهة ، برائحة العنفوان الصلب الذي يجدف في المستحيل ، ولون البدايات الجميلة ، ونشوة الرجولة التي لم تنحني يوماً لسوط الاحتلال ، هكذا كان ، وهكذا عاش ، وهكذا هو ابو الرائد خيمة تحتضن الكل الفلسطيني على قاعدة ان فلسطين واحدة موحدة وان الاجيال ستتكفل بتحقيق الخلاص التام من الاحتلال وصولاً الى الحرية والاستقلال وهذا درب الشعوب الحرة.
 
ابو الرائد في اشهار كتابه "تعلم كيف تنتصر" احتضن بيت لحم بكل اطيافها وفئاتها وألوانها في خميس السر الفلسطيني ، بأرض القيامة وعند تله المخيم .