نشر بتاريخ: 03/04/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2016 الساعة: 11:39 )
الكاتب: احسان الجمل
لا تفاجئنا، اي خطوة جديدة، او تصريح، لملوك السلطة المتنفذة و المنفذة، المتنفذة علينا، والمنفذة للاحتلال، فهذه اصبحت طبيعة قناعتها ووظيفتها، ولو كره المعارضون. ولم يعد الامر سرا خلف الكواليس، بل صراحة تفوقت على الوقاحة، الى حد ان لم تستح ، فافعل ما شئت، وكأنهم في كوكب اخر، بعيدا عن الشعب، الذي اخطأ يوما، ومنحهم الثقة، وصوت لهم في لحظة اتسمت بالخداع من خلف الاقنعة.
رغم قرار المجلس المركزي، بوقف التنسيق الامني بكل اشكاله وتفاصيله، مضافا اليها حروفه ونقاطه. وايهامنا بأنهم ذاهبون لابلاغ الاحتلال بالقرار، فننتظر وننتظر، فتكون العودة بمزيد من التفاهمات، ورفع منسوب التنسيق، حتى غدوا فريقا واحدا موحدا. ولا نعرف السبب، هل ارتفع منسوب الاستغباء عندهم، ام يستغبنونا. وكأننا طلاب جدد، لم تصقلنا التجربة والخبرة، المستمدة من المعاناة اليومية من سياسة الاحتلال. واين يجتمعوا معهم، في القدس عاصمتنا، وكأنهم بذلك يكرسونها عاصمة لهم!!!!!
انهم مؤمنون، ولا يخرجوا عن التعاليم الالهية، (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) لكن الله عز وجل لم يقصد الجنوح الى حد الانبطاح والاستسلام، لان الجزء الاول قال فيه وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).
انهم متجنحون للاستسلام وليس السلام مع العدو، ويعدون القوة لقمع واعتقال ابناء الشعب ، ماذا بعد الممكن من الاحتمالات والتوقعات، لرئيس يفتخر بسرد احداث مهينة، يفتخر بها، وكأنها محطات انتصار في السجل الخالد. بأن اجهزته الامنية تفتش حتى حقائب الطلاب، وتصادر السكاكين منه، وان اجهزته الامنية تحبط العشرات والمئات من العمليات. وانه تجاوز ردة الفعل ، وتعامل بحكمة السلام، عندما دنس الاحتلال عتبة بيته، وهدر كرامته، (الحمدلله ان والدي الذي علمني النضال، مات قبل ان يسمع هذا الكلام).
ماذا تتوقع من قيادة تساوي بين دم الضحية الفلسطيني، ودم الصهيوني القاتل، وتعزي بهم على اعلى مسستوى، عذرا ابا اياد خطفك القدر قبل ان تري تحقيق نبوئتك( بأن الخيانة وجهة نظر)، حتى انها تجاوزت وجهة النظر لتصبح نهجا يعتز به. وعفوا رمزنا ووالدنا وقائدنا وملهمنا ابو عمار، ( سلام الشجعان) تحول الى( سلام الخذلان). وعفوا من كل الشهداء الذي خدعوا واوهموا ان دمائهم تعبد طريق الحرية والاستقلال.
اذا كان الادعاء هو الخروج بأقل الخسائر، والحفاظ على ابنائنا من موت مجاني، فماذا عن دم ابناء الشتات، الذي يهدر في الشتات من اليرموك الى عين الحلوة، لماذا لا تكون لدينا نفس القوة لحمايتهم من الارهاب، الذين تخافون ان يحل مكانكم في السلطة، من يخاف من داعش في الضفة، عليه ان يقاتله في اليرموك وعين الحلوة. لماذا لا تعدوا القوة ورباط الخيل في اليرموك وعين الحلوة؟؟؟؟؟؟ ايضا هنا تجنحون للسلم مع الارهاب، وتتوافقون معه وتتقاسمون الامن بالتراضي، لان خلف الاكمة ما ورائها من مردود اقتصادي.
تسع سنوات، مرت على اكبر جريمة في حياة الفلسطيني، تمثلت في الانقسام البغيض، وانتم تتقاسمون ادارته، تديرون الازمة ولا تبحثوا عن حلها. بأسكم يا من مزقتوا الوطن ومزقتومونا. وهذا له بحث اخر.
ايها المتجنحون نحو الذل والهوان، ومن يهن ، يهن عليه الهوان. كفاكم ضحك على انفسكم، فالشعب قد اسقط القناع عن وجوهكم، والاستقساءات تدل على ذلك. شعبنا لا يريد الاحتلال ولا يريدكم، اذهبا سويا. ونسقوا كما تشاؤون. وتبادلوا الانخاب والورود والقبل، ودعونا نبني وطنا مبني على الكرامة والاستقلال، نضحي لاجله مهما غلت التضحيات.
لاننا في الوطن والشتات ، رفعنا الصوت عاليا، عملتم على ابعادنا واقصاءنا، وسميتومونا (المتجنحون)، نعم نحن متجنحون نحو الحق والكرامة والعزة، من اجل وطن يحترم دم الشهداء، وعذاب الاسرى والمعتقلين، وانين الجرحى. نعم نحن متجنحون لاجل فلسطين وكل تفاصيلها ومقدساتها. اما انتم متجنحون نحو الذل والهوان والاستسلام، نحو اضاعة الحق بمسيات وهمية تقتلنا ولا تحيينا.