الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضغوطات عربية وخلافات قد تدفع بالرئيس للعودة لمصافحة نتانياهو

نشر بتاريخ: 06/04/2016 ( آخر تحديث: 06/04/2016 الساعة: 13:27 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

منذ سنوات يعكف الرئيس ابو مازن على كتابة مذكراته ، ويحتفظ بعد كل لقاء او اجتماع بقصاصات ورق يضعها في حقيبة خاصة ، وذات مرة سألته اذا كان سينشرها فاعطى اشارة بالايجاب ، وانا شخصيا متحمس لمعرفة ما كان يجري في الغرف المغلقة مع الزعماء العرب والعجم حين كان يطلب منا مغادرة الغرفة . ويظل حب الفضول هو الصفة الاهم عند اي صحفي ، وكم أشعر بحب الفضول " يقتلني" لأعلم ماذا قال الزعماء العرب للرئيس ابو مازن في لحظات الحسم والجد ، وكم هي نسبة دقة الاخبار التي نكتبها ونقرأها في صباح اليوم التالي .
وحاليا ، وطالما الرئيس ابو مازن في الحكم يرفض تماما الحديث عن هذا الامر ، ويطلب من جميع من حوله ان لا يتحدثوا عن هذه الامور . وحتى حين قام زعيم عربي " راحل " بالصراح والتوسل أمام الرئيس في نيويورك وحاول ردعه عن طلب دولة فلسطين من الهيئة العامة للامم المتحدة لان ذلك سوف يغضب أمريكا . حتى في تلك الواقعة منع الرئيس نشر اي شئ عن هذا الخبر .
وبعد ان نجا بعض الزعماء العرب من فوضى " الربيع العربي " يبدو انهم فهموا الرسالة التاريخية على نحو معاكس تماما ، وبدلا من التقرب الى الشعوب ومشاركتها في القرارات ، تراهم يبالغون في الارتهان والاقتراب  أكثر وأكثر من الادارة الامريكية وصاروا يتخذون القرارات دون العودة الى برلماناتهم او شعوبهم ، وهذا امر استراتيجي يعني ان الامور لم تهدأ في العواصم العربية وان خفّت جذوتها . وقد تعود في اي وقت وبصورة أسوأ بكثير مما شاهدناه في العام 2011 .
بعض الزعماء العرب يعتبرون رئيس فلسطين شخصية غير مرغوب بها ، وبعض الزعماء يحاولون فرض أجندات امريكية عليه  ، والبعض الثالث يحاول منعه من التوجه للامم المتحدة لمعاقبة اسرائيل . والبعض الرابع يحاول ان يقايض رضى امريكا عن بلده بصفقة على حساب فلسطين .

لا أملك الجراة الان لكتابة اسماء وتواريخ ، ولكنني أملك الجراة لقرع الجرس وان أقول ان الحكومات العربية  لا تملك الحق التاريخي في أن تقرر نيابة عن الشعب الفلسطيني ، وان محاربة اسرائيل أو مفاوضتها قرار فلسطيني اولا ، وليس قرار تتخذه جامعة الدول العربية ، وهو أمر لن يخضع للتكتيك لمصلحة هذا الحاكم او هذا الخليفة أو ذاك السلطان .
ولان العرب لا يريدون محاربة اسرائيل ، حاول الرئيس ابو مازن ان يجوب العالم ويصل الى نتيجة مقاطعة اسرائيل وحرامنها ومحاكمتها في الجنايات الدولية ، وهو أمر يزعج بعض الدول العربية ... التي تحاول مقايضة ابو مازن الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي بالتنازل عن هذا القرار ، او شن حملات تشويه اعلامي ضده والتحالف مع غيره لاستبداله .
سننتظر ان تنشر مذكرات ابو مازن ونعرف من قال ماذا وكيف ولماذا ؟ وحينها ستكون فضيحة الزعماء أكبر ألف مرة من فضيحة جولدستون التي غنّت بها بعض العواصم وهي التي تسببت بها أصلا بعد ان مارست ضغوطا على القيادة الفلسطينية .
والى ذلك الحين ، ريبدو ان الرئيس عباس سيهرب من " تهديدات " الزعماء العرب الى خيار العودة لمصافحة نتانياهو والعودة لمفاوضته .
ولا أستغرب ان أرى عباس ونتانياهو مع بعضهما في صورة جديدة في الفترة القادمة .
فهل سيجرؤ بعض الزعماء العرب ان يطلبوا من "ابو مازن" ان لا يفعل ذلك ؟ أو ان يخرج أي بيان رسمي من أية عاصمة عربية يرفض عودة المفاوضات مع الاحتلال ويطرح بديلا اّخر للشعب الفلسطيني .