نشر بتاريخ: 06/04/2016 ( آخر تحديث: 06/04/2016 الساعة: 12:20 )
الكاتب: خالد معالي
هجمة مسعورة على طلبة الجامعات والنشيطين في الكتلة الإسلامية؛ من قبل قوات جيش الاحتلال؛ تحصل وتتكرر كل يوم مع ساعات الفجر الأولى، وعلى حواجز الاحتلال الثابتة والمتنقلة والمنتشرة بكثرة بين مدن وقرى الضفة الغربية.
فجر يوم الأربعاء 64 2016 اعتقل جيش الاحتلال أربعة من طلبة جامعة النجاح، وهم عبد الرحمن بشتاوي، وعبد الله بني عودة، وحاتم الزاغة، وبراء ذوقان، بالإضافة للخريج المهندس عبد الرحمن الوادي؛ وهو ما يشير إلى أن جيش الاحتلال لم يعد يحتمل العمل النقابي الطلابي؛ وهذا دليل هزيمة لجيش يدعي انه لا يقهر.
نشاط طلبة الجامعات هو نقابي وانشطة روتينية عادية في كل جامعات دول العالم للحفاظ على مصالح الطلبة ورعاية شؤونهم؛ وهذا لا يشكل خطر على أية دولة ولا على جيش الاحتلال المهووس بكل كلمة وعبارة ونشاط طلابي داخل أروقة الجامعات، ويظن انه المستهدف من النشاطات الطلابية.
يلاحظ اشتداد حملة الاعتقالات المسعورة في الضفة مع انخفاض في عدد عمليات الطعن، حيث زادت وتيرة الاعتقالات والاقتحامات في الأيام الأخيرة، وحتى عمليات الهدم للمنازل هي أيضا زادت من قبل جيش الاحتلال؛ ظنا من جيش مهزوم أن ذلك قد يمنع مواصلة العلميات أو العودة لها بقوة أو تطويرها مجددا من قبل الشبان.
طلبة الجامعات الذين تم اعتقالهم يقولون لمحاميهم؛ بأن التحقيق في أغلبه كان مركزا على الأنشطة الطلابية داخل الجامعة، وهذا ما يفسر الأعداد الكبيرة من المعتقلين من مختلف جامعات الضفة الغربية.
حجة مخابرات الاحتلال في عمليات الاعتقال هو الانتماء للكتلة الإسلامية؛ وهو ما يتسبب بتأخير تخريج المئات من الطلبة في كل عام ومنهم من قضى 20 عام حتى حصل على شهادة البكالوريس نتيجة الاعتقالات المتكررة.
وفقاً لإحصائية في سجن عوفر، فإن 25% من الأسرى فيه من الطلبة الجامعيين وما يزالون على مقاعد الدراسة؛ حيث تعتبر قوات الاحتلال العمل النقابي في الكتل الطلابية أو في مجالس الطلبة، خاصة إذا كانت بيد "الكتلة الإسلامية"؛ نشاط ضمن "تنظيم محظور" يُعاقَب عليه بالسجن لفترات طويلة ومتفاوتة.
وتتعمد قوات الاحتلال مداهمة بيوت الطلبة ومساكنهم بالقرب من الجامعة أو في مدنهم وقراهم، وتقتحمها بحثاً عن الناشطين من الطلبة المتميزين غالباً، وتقوم باعتقال من تجده منهم، خصوصاً في فترة الامتحانات ومنتصف الفصل الدراسي ونهايته.
حالة كثير من الطلبة من رؤساء وأعضاء مجالس الطلبة المحسوبين على الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية، يعيشون حياة يصعب فيها الجمع بين المطاردة والدراسة والعيش.
تهمة مكررة ودارجة يعرفها أهالي الأسرى؛ فالنيابة العسكرية في محاكم الاحتلال تدّعي دائماً أنّ عمل الطلبة ضمن كتل ومجموعات يشكل خطراً "يهدِّد أمن المنطقة"؛ مع الخطر الحقيقي هو بمواصلة الاحتلال.
الملاحظ انه وبرغم ملاحقة الطلبة واعتقالهم؛ فإنهم يصرون على العمل الطلابي وممارسة النشاط الجامعي، رغم علمهم وتيقنهم بأنهم سيكونون على قائمة الاستهداف؛ حيث يعتبرون أنّ العمل الطلابي وخدمة الطلبة واجب على كل طالب قادر على العمل، ويعتبر خدمة الطلبة جزءاً من استحقاقات الالتزام الإسلامي وعبادة يتقرب بها إلى الله، ويقولون إنّ الاعتقال يزيدهم قوة.
جيش؛ يعتبر نفسه سادس قوة في العالم؛ يلاحق طلبة جامعات بالاعتقال والتفتيش والاستدعاء والتهديد والوعيد؛ هو جيش ضعيف ومهزوم من داخله؛ وجيش كهذا حقا له أن يهزم عن قريب؛ "ويسألونك متى هو،، قل عسى أن يكون قريبا".