الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل توقفت انتفاضة القدس أم غيّرت شكلها ؟

نشر بتاريخ: 09/04/2016 ( آخر تحديث: 09/04/2016 الساعة: 22:35 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في شهري اّب وأيلول السنة الماضية ارتكبت حكومة نتانياهو " غلطة عمرها " حين هدّدت بحبس كل طفل مقدسي يضرب حجرا على الاحتلال لمدة تصل بين 10-20 عاما . فكان الرد الصاعق من أطفال القدس على نتانياهو " وحمّالة الحطب " ميري ريجيف وباقي وزراء اليمين العنصريين ،  اندلاع انتفاضة القدس . ووصل الامر الى تظاهرات جماعية كاسحة وعمليات مقاومة شعبية وصلت الى 320 عملية يوميا ( يشمل التظاهرات ورشق الحجاةر واشعال الاطارات )  بينها خمسة عمليات طعن ودهس في اليوم الواحد .

وفيما انشغل " المثقفون الثوريون "في الصالونات المخملية بالبحث عن اسم لها ، واختلفوا على تسميتها انتفاضة ام هبّة ،  والدعوة لتشكيل قيادة موحدة لها ، سارت الانتفاضة لوحدها بشموخ الشهداء والجرحى حتى لم يعد احد يجرؤ على القول انه يقودها او يتحكم بها ، وصارت الانتفاضة تقود نفسها الكترونيا اوتوماتيكيا من خلال التواصل الاجتماعي والفيسبوك . وفيما كانت الانتفاضة تتعاظم وتكبر ، كان سياسيون لا يكلّون ولا يملّون من أجل " ابتلاعها " او ركوب أمواجها . ولما عجزوا عن ذلك صاروا متعهدين لجنازات الاطفال ومتعمشقين على جراحها . لكنهم لم يجرؤوا أبدا على قيادتها او ارسال اولادهم للمشاركة فيها .
وبعد ستة أشهر من مقارعة الاحتلال تراجعت الاعمال الانتفاضية الشعبية في فلسطين الى ما قبل شهر اكتوبر 2015 ، وعادت عمليات المقاومة الشعبية الى أقل من 30 عملية شهريا، وطوال فترة الاشهر الستة الماضية ، ضربت اسرائيل رأسها بالجدار في محاولة منها لفهم طريقة عمل الانتفاضة وشكل قيادتها الا انها باءت بالفشل استخباريا ووظيفيا فلجأت الى قمع الجماهير وهدم المنازل والاعتداء على القرى وفرض العقوبات الجماعية .

الانتفاضة بدأت بموجة كبيرة من الفعل الشعبي السلمي والمقاومة الشعبية في اول يوم من اكتوبر الماضي ، اي بعد خطاب الرئيس أمام الامم المتحدة واعلانه ضرورة فك أي ارتباط مع الاحتلال . وتكاد تنتهي بعد اعلان الرئيس أمام التلفزيون الاسرائيلي ( ان من يرسل ابنه لتنفيذ ملية طعن هو مجنون ) .
فهل ندم الرئيس على خطاب ايلول امام الامم المتحدة ؟ ام ندمت الجماهير على الانتفاضة وفكرة الدولتين وعادت تريد دولة واحدة ؟ ام ندمت اسرائيل على اضاعة فرصة صنع السلام مع منظمة التحرير ؟

هناك لقاءات امنية فلسطينية اسرائيلية لم تنقطع ، وهناك تنظيمات تعتبر برامجها الحزبية أعلى أنضج من برنامج الانتفاضة ذاتها ، وهناك سلطة ترى ان بقاءها انجاز وطني كبير ، وهناك دول عربية ترى السلام مع اسرائيل اهم من الف انتفاضة .
هل توقفت الانتفاضة ؟ ام اختنقت ؟ ام قتلت ؟ ام انها مجرد هبة استنفذت زخمها ، أم انها غيّرت شكلها وسوف تنفجر في اية مواجهة قادمة وبطرق اعنف وأقوى وأشد ؟