نشر بتاريخ: 14/04/2016 ( آخر تحديث: 14/04/2016 الساعة: 11:24 )
الكاتب: عماد زقوت
مصطلح التسونامي لم يعد حكرا على الكوارث الطبيعية ولكنه بات يستخدم في السياسة ، فعندما فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 أُطلق عليها "التسونامي الأخضر"لأنه لم يتوقع نتائجها أحد في حينها وغيرت وجه السياسة الفلسطينية.
وفي أيامنا هذه تتهيأ المنطقة لتسونامي يُتوقع أن يغير من خريطة المنطقة برمتها، فحالة الاصطفاف التي نشهدها دليل ما هو قادم، والمرعب في الأمر أن الطائفية هي من تسود والولايات المتحدة الأمريكية هي من تقود ذلك وتتلاعب في المنطقة وكأنها قطعة من العجين يسهل تشكيلها.
وأعتقد أن خروج المملكة العربية السعودية من لبنان يأتي في إطار حالة الاصطفاف الطائفي، فالساحة اللبنانية كانت مركزا سياسيا وإعلاميا للسعودية على مدار الثلاثين عاما الماضية، وكأن المتغيرات السياسية في المنطقة وتحالفاتها والتوغل الإيراني في لبنان أجبر السعودية على اتخاذ قرار الانسحاب من الساحة اللبنانية وانتقال ثقلها إلى القاهرة .
الدعم الاقتصادي والسياسي غير المتناهي للقاهرة والذي تكلل بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الأخيرة لها والتي استمرت لخمسة أيام وأثمرت استثمارا سعوديا يقدر ب16 مليار دولار وفي مقدمتها جسر الملك سلمان الذي يربط مصر بالسعودية بتكلفة 4 مليارات دولار، وينتهي العمل به بعد 7 سنوات وعائداته تقدر ب2 مليار دولار سنوياً.
وكذلك التقارب التركي السعودي غير المسبوق يأتي للوقوف بقوة في وجه التقدم الإيراني نحو المنطقة ، ولا ننسى بأن تركيا تلعب دورا مهما في سوريا والعراق وتقف عائقا أمام التحالف الروسي الإيراني العراقي الذي يهدف إلى تغيير المنطقة وتبديل هويتها وثقافتها، وهذا لا يغيب عنه الدور الأمريكي الإسرائيلي ولكنهم يلعبون في المنطقة بذكاء وحذر قل نظيره، على كل الأحوال المنطقة مقبلة على تسونامي سياسي طائفي وعلينا ترقبه والحذر من نتائجه، وعلينا كفلسطينيين أن نخرج من هذا الطوفان بأقل الخسائر وأن يبقى تحرير فلسطين هو مقصدنا الاستراتيجي.
و في غضون ذلك هناك حالة من الهرج والمرج تسود أوساط قطاع غزة بعد الأخبار التي تناولها الإعلام الصهيوني الذي تحدث عن استعدادات وتدريبات على مخاطر تسونامي قد يضرب منطقة شاطئ عسقلان القريب من شاطئ غزة، ولكن هذا التسونامي هو كالحمل الكاذب لا أساس علمي له، ولكن علينا أن نحذر من التسونامي الحقيقي الذي سيضرب المنطقة قريبًا والذي سيشكل الخريطة الجغرافية السياسية الجديدة .