نشر بتاريخ: 16/04/2016 ( آخر تحديث: 16/04/2016 الساعة: 15:57 )
الكاتب: عطا الله شاهين
منذ طفولتهما تصادقتا وظلّتا معاً حتى تعديتا مرحلةَ المُراهقة، ولمْ تتوقّع أي منهما بأنَّ صداقتهما ستنتهي ذات يومٍ وسيسودها القطيعة، لأنَّ إحدى الصّديقتين خانتْ صديقتها ذات صباحٍ، حينما أغرتْ ذاك الجُنديّ الوسيم، الذي تعشقُه صديقتها، وخانتها بينما كانتْ تحصدُ في حقلِ قمحٍ يعود لأهلها في تلك القرية النائية، وبالصّدفة كانتْ حبيبة ذاك الجندي آتية إلى عند صديقتها، لكي تساعدها في الحصاد، وعندما دخلتْ حبيبة ذاك الجندي إلى الحقل، رأتْ هناك صديقتها في حالةِ عناقٍ مع حبيبها، فجنَّ جنونها..
وبدأتْ تصرخ وذهبتْ إلى بيتها حزينة، وسادت القطيعة بينهما منذ ذلك اليوم، وانقطعتْ العلاقة بينهما نهائيا، وحينما وصلتْ الحربُ إلى قريتهما أتتْ تلك الصّديقة الخائنة إلى صديقتِها، لكيْ تطلبَ منها السّماح، فهي توقعت الموت من تلك الحربِ الدَّائرة، وحين فتحتْ تلك الصديقة الحزينة بابَ منزلها صمتتْ الخائنة ثمّ قالتْ لها: سامحيني لقدْ خُنتُ صداقتنا، أنا الصّديقة الخائنة، خُنتُ أعزّ صديقة لي، وبدأتْ تبكي، وقالتْ ما زلتُ أشعر بألمٍ على فعلتي تلك، فما كانَ من تلك الصّديقة الحزينة إلا أن سامحتها وبكتْ هي الأُخرى وتعانقتا في مشهد حزين..
فجلستا سوية في الصالون وقالتْ الصّديقة الخائنة: لمْ أتمكّن في ذلك اليوم مِنْ تمالك نفسي، حينما رأيت ذاك الجندي، لأنّه وسيمٌ جدا، وأنا كنت غيرانة منك، فكُلُّ الشّبّان الذين أتعرّفُ عليهم يهربون منّي، لأنّني ربّما بشعة قليلا، أو لأنّني كثيرة الكلام.. أما أنتِ يا صديقتي أجمل منّي، ولهذا أنا أغارُ مِنْ جمَالكِ ومِنْ صمتكِ ومن رزانتكِ، فقالتْ تلك الصّديقة الحزينة: لقدْ سامحتكِ يا صديقتي، ولكنّكِ جرحتني كثيرا، أتمنّى بأنْ لا تتكرر خيانتكِ لي مرة أخرى، فردّتْ عليها تلك الصّديقة الخائنة أعدكِ بأنني لنْ أخونَ صداقتنا وحُبّنا لبعض.. وقالتْ ما أصعب خيانة الصّداقة، لأنها تظلُّ تؤلم..