نشر بتاريخ: 17/04/2016 ( آخر تحديث: 17/04/2016 الساعة: 12:38 )
الكاتب: تمارا حداد
أيها الفرسان..أيها السجناء..يا نوارس الجنان..يا طهارة دمائنا يا شموخ سمائنا يا خناجر مغروسة في خاصرة الاحتلال يا أسرى المستحيل لقد طال الزمان لكن صمدتم كالجبال هم الأبطال في جوف الدمار لا يعرفون الانهيار فيا أسير أنت حر وراء السدود وأنت حر بتلك القيود فأنت شمعة لا تطفئها ظلمة ولا تخمدها مذلة انتم تمثلون أحلام شعبكم خلف مقبرة الأحياء .
فالسجن ضريبة الحر في زمن الطغيان دفعتم ضريبة الانتصار ، تحملون أرواحكم على كف أيديكم من اجل تحرير الأوطان ، يدافعون عن أرضهم المباركة ليرتقوا على كتفها فهم يتنفسون شهقتهم من نبضها ويصمدون ببسالة ليصعدوا إلى سماء فلسطين كطائر فينق لا يزال يجد روحه رغم بشاعة قيد السجان.
يوم الأسير هذا اليوم الوطني يوم الوفاء لأسرى الاعتقال لحشد الهمم وتوحيد الجهود لدعمكم ووفاء لشهداء الحركة الوطنية الاسيرة . فقضية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية هي قضية إنسانية بامتياز كونها تمس كل بيت فلسطيني وتؤثر على الروابط الاجتماعية في الأسرة نتيجة غياب الزوج أو الزوجة او الابن فلا يكاد يخلو بيت فلسطيني إلا ويوجد به أسير أو أكثر أو ربما عائلة كاملة ولم تسلم هذه الاعتقالات من النساء والأطفال وكبار السن ومنهم من ولد داخل غياهب السجون وترعرع والقيد يحيط به من كل جانب كما أن أبجديات السجن تبقى عالقة فهي في ذهن كل أسير لا تمحوها الأيام والسنين .
فكل أسير هو قصة ورواية ستتنا قلها الأجيال وتحتاج لآلاف من المجلدات لتحكي قصة الأسير مع السجان والظلم الواقع عليه وحرمانه من ابسط حقوقه الإنسانية وكرامته المتأصلة فيه والتي كفلتها الشرائع السماوية والأرضية حتى في الاتفاقيات المصطنعة التي أقرتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية كفلت لهذا الأسير حريته وكرامته ومعاملته معاملة تليق به وبآدميته.
فاتفاقية جنيف الرابعة كفلت للأسرى حقوقهم ولكن إسرائيل صاحبة الديمقراطية الزائفة التي تغذيها بعنصرية همجية تتغافل عن هذه الحقوق ولا تحسب للأبعاد الإنسانية والقانونية أي حساب فهي لا تحترم معتقدات الأسير ولا تطبق القوانين والمواثيق التي تنص على حمايته.
فقضية الأسرى شاهدة على ممارسة الاحتلال وانتهاكاته الصارخة بحق الأسرى . هذه القضية التي تحتل مكانة متميزة في الوجدان الفلسطيني والأولويات الوطنية لما تنطوي من أبعاد إنسانية وقانونية . فإنقاذ الأسرى المرضى وأطفالنا هم عنواننا فالوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم والمعتقلات هي منازل لبلوى وقبور الأحياء فهم يحبون الحرية ويحبون الموت إن كان الموت طريقا لحرية أوطانهم فأسرانا هم الجرح النازف لفلسطين وصناع التاريخ والقيد مفخرة لهم طالما مشيتم على طريق النضال .