السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشوار عاديّ

نشر بتاريخ: 19/04/2016 ( آخر تحديث: 19/04/2016 الساعة: 17:17 )

الكاتب: عطا الله شاهين

بينما كان يسير ذاك الرجل ذات مساء في طريق وعرة، كمشوار عادي، لكي يهرب من تذمر زوجته وبعد مشي طويل تعب وأخ يستريح تحت شجرة خروب ودخن سيجارتين وتابع طريقه ومن بعيد لاحظ كوخا يطل من بين الأشجار فأراد أن يرى الكوخ من باب الفضول وحينما اقترب بدت المنطقة صامتة إلا أن أصوات طيور الحجل كانت تكسر ذاك الصمت..
فاقترب أكثر فرى هناك امرأة تنشرُ الملابس أمام كوخها، وحينما رأته خافتْ واعتقدتْ بأنّه حرامي، وصرختْ به وقالت بصوت عالٍ هيا ابتعد من هنا، فردّ عليها أنا لست لصاً كما تعتقدين، فأنا فقط كنت أسير في مشوار عادي، وهربتُ من زوجتي التي تظل تتذمّر من أي شيء أعمله، ولهذا أنا هنا، فلا تخافي فأنا سأعود الآن من حيث أتيتُ، وبالفعل عادَ ذاك الرجل، لأنّه لم يردْ أن يراه أحدا مع امرأة غريبة، ولكنه أثناء عودته قال في ذاته: ما أروع جمَال تلك المرأة، فها أنا أسيرُ ولا أتعبُ، لأنني رأيتُ الجمَالَ الحقيقي المُختلف عن جمَالِ امرأتي المزّيف، فمشواري العاديّ أراحني ولو لحين من جوّ التذمر، الذي تزعجني به زوجتي التي رغم نكدها، إلا أنني ما زلتُ أُحبُّها.. فذاك المشوار العادي لنْ أنساه، لأنني شعرتُ حينها بأنني أشتاق لرؤية جمَال النساء الساحرات، أما زوجتي فأنا أراها فاتنة حينما تصمتُ..