الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس لا تريد حربًا لأربعة عوامل..

نشر بتاريخ: 21/04/2016 ( آخر تحديث: 21/04/2016 الساعة: 12:32 )

الكاتب: عماد زقوت

هناك من يعتقد بأن حركة حماس دائما ما تبحث عن الحروب وافتعال الأزمات في المنطقة، وأنها تحتكم إلى البندقية في كل شيء، وهذا في ظني غير صحيح لأنه يتنافى مع أدبيات حركة حماس ورؤيتها في التعامل مع الأمور والقضايا وأنها شورية في اتخاذ القرارات، وخاصة أنها تمتلك مشروعا هدفه تحرير فلسطين، وهي أيضا تعيش الوجع الفلسطيني وهذا يشكل لها دافعا في كيفية التعامل مع متطلبات كل مرحلة من مراحل القضية الفلسطينية ،لأنها انطلقت من معاناة شعبنا ومن صلب فلسطين و مدنها وقراها ومخيماتها، فحركة حماس تطورت في مراحل عملها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وهذا كان له الأثر في تطور قدراتها وخبرتها في التعامل مع العدو الصهيوني، واستظل عملها العسكري والأمني بسياسة أن العدو الأوحد والوحيد هي "إسرائيل " التي احتلت أرض فلسطين وطردت شعبها إلى مخيمات الشتات وأن مقاومتها تنحصر داخل فلسطين، ولا يمكن لها أن تتدخل في شؤون أي من الدول سواء العربية أو الإسلامية وحتى الغربية ووفق هذا الخط العريض لسياسة حركة حماس استطاعت أن تخرج من الأزمات و المؤامرات التي تعرضت لها على مدار سنوات تأسيسها.

وفي ظل هذه الإستراتيجية الواضحة لحركة حماس، يجب أن تزول تخوفات البعض من أن الحركة تسعى إلى توريط الشعب الفلسطيني في حرب رابعة مع الاحتلال الصهيوني وأنها تريد تدمير مقدرات شعبنا من وراء ذلك، لأنه في اعتقادي بأن حماس لا تفكر في الدخول في أي حرب ليس خوفا ولا من منطلق الضعف والهوان ولكنها القوة والتماسك والاتزان في تنفيذ إستراتيجية مشروع التحرير، فحركة حماس حباها الله بقيادة حكيمة وراشدة ولا تحتكم إلى البندقية في سياساتها ولكن البندقية هي التي تحتكم لها.
ومن هذا المنطلق أعتقد بأن حركة حماس لا ترغب بالدخول في حرب رابعة مع العدو الصهيوني لأربعة عوامل وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والتي يغلب عليها التشويش وعدم وضوح الرؤية، والعوامل الأربعة:هي:

1- ترتيب البيت الفلسطيني: فحركة حماس تسعى جاهدة إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني و استرداد الوحدة الوطنية، وهذا في ظني من أولويات الحركة في هذه المرحلة، و بالتالي لا يمكن لها الخوض في أي حرب دون وجود مرجعية واحدة للشعب الفلسطيني.

2- إعادة الإعمار: وهذا من المؤكد من اهتمامات حماس بأن يكون للمقاومة حاضنة شعبية قوية ومتماسكة، وتحقيق ذلك بعوامل كثيرة منها إعمار ما دمره الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة في صيف 2014 م،وواضح أن الاحتلال يلعب على وتر إضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة وحماس بسياستها تواجه ذلك.

3- تطوير المقاومة: حركة حماس تعتمد إستراتيجية المقاومة في تحقيق مشروع التحرير، و بالتالي هي دائمة التطوير في إمكانات المقاومة، وهي تعمل وفق النظرية القرآنية " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ". فعلى الرغم من الإمكانيات العسكرية الهائلة التي يمتلكها الاحتلال والدعم الدولي له، إلا أن حركة حماس تسعى إلى أن تكون كتائب القسام هي جيش التحرير، وهذا يحتاج إلى وقت طويل حتى يتاح للمقاومة فرصة تطوير قدراتها، ونذكر هنا بما طرحه الشيخ الإمام أحمد ياسين "بأن حركة حماس عندها القدرة على إبرام هدنة طويلة الأمد تمتد إلى 10 سنوات " ولكن ليس لتستكين ولكن لتعمل وتطور من قدراتها وامكانياتها.

4- ترقب ماذا سيحل بالمنطقة؟: معلوم بأن منطقة الشرق الأوسط ملتهبة وأن هناك محاولات لإعادة تقسيم المنطقة برؤية أمريكية جديدة، وواضح بأن الجغرافيا السياسية للمنطقة مقبلة على تغيير، و فلسطين ستنالها رياح الجغرافيا الجديدة بشكل أو بآخر، ولذلك حركة حماس تترقب هذا التغير والتغيير الذي سيداهم المنطقة برمتها، ولذلك لا يمكن لها الدخول في حرب مع الاحتلال الصهيوني غير معلومة النتائج ولا أفق واضح لها.

وعلى كل حال تبقى هذه رؤية تحليلية لسياسة حماس، ولا نعلم إلى أين ستؤول بنا الأمور، وخاصة أن شعبنا يتعامل مع عدو خبيث وغادر، ولذلك أعتقد بأن حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام في حالة استعداد دائمة لأي مواجهة قادمة..ولننتظر إلى أين تتجه الأمور؟