الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المبادرة الفرنسية (دم الثوار تعرفه فرنسا)

نشر بتاريخ: 24/04/2016 ( آخر تحديث: 24/04/2016 الساعة: 06:57 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

منذ نحو عام وانا ألاحظ تمسك الرئيس ابو مازن بالمبادرة الفرنسية؛ حتى انها صارت لازمة في كل لقاءاته وخطاباته. ولم افهم بعد، هل هي مبادرة ام مجرد وجهة نظر؟ هل هي رؤية عامة ام خارطة طريق فرنسية لتحطيم العقبات والشروع بتنفيذ حلول الملفات النهائية. والأهم من ذلك ان المراقبين والمحللين لا يكتبون عنها بصرامة ولا توكيد، وانما يمرون عليها مرور الكرام كما انها لم تحظ بالزخم اللازم لحضورها، أو العمق اللازم لاغراقها بثقالات النقد.

المبادرة الفرنسية لغاية الان هي "موقف سيارات" على جانب الطريق السريع للحروب والمعارك ، ولا يتحدث عنها سوى الرئيس ود. صائب عرقات ووزير الخارجية د. رياض المالكي. ولذا لا يتعامل معها قارئ الخبر المحلي بمهابة، لان حضورها مقتصر على الشريحة المخملية.

فاما ان تكون القيادة تقصدت ذلك، واما ان تكون القيادة نسيت ان تشرحها للجمهور بلغته البسيطة.

نقطة اخرى حول المبادرة الفرنسية ان فرنسا لم تروج لها؛ بل أكاد اقول إن معجون الاسنان له دعايات وترويج اكثر منها. وباستثناء مرة واحدة ذكرت فيها فرنسا انها ستقدم هذه المبادرة لمجلس الامن في شهر ايلول 2014, لم نعد نسمع عنها شيئا.

شكرا للسفير المخضرم سلمان الهرفي انه ذكرنا بها وقال ان اجتماعا سيعقد في باريس الاسبوع المقبل للبت فيها، هذا من ناحية. ولكن من ناحية اخرى إن تصريحات الهرفي قد زادت حيرة الجمهور حين قال ان الدعوة إختيارية وبرضا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
طيب ماذا لو رفضت اسرائيل حضور المؤتمر؟
وهل وافقت أمريكا عليها لترد الصفعة لنتانياهو الذي تمادى في تحدي الرئيس اوباما؟
قالوا إن الخطوط العريضة للمبادرة تتمثل بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام1967، والقدس عاصمة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، وحل متفق عليه في قضية اللاجئين، مع الاخذ بعين الاعتبار مبادرة السلام العربية، وقرارات الرباعية وخارطة الطريق وأفكار الموفد الامريكي للسلام جورج ميتشل وقرارات مجلس الامن كمحددات اساسية للمبادرة.

حماس والجبهة الشعبية تعارضان المبادرة الفرنسية؛ فهل لديهما اسرار هذه المبادرة وتعرفان عنها ما لا نعرفه، ولماذا لا توضحان لنا مخاطر هذه المبادرة التي لم تطرح بعد؟
فصائل اخرى تطلب توضيح، والجبهة الداخلية تطلب تلميح. والاهم: هل يعقل ان فرنسا قامت بتوجيه الدعوات بدون اخذ موافقة مسبقة من اسرائيل ؟
وهل جولة الو مازن الاخيرة الى روسيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا كانت على اساس ان اسرائيل وافقت على ان القدس عاصمة لدولتين؟
هل هي مبادرة ام خطة ام اطار عام ام أفكار ام أسرار ؟
ولو أننا وافقنا ما الذي سيحدث فور موافقتنا ؟ وهل هناك جدول زمني لعمل اي شئ على الأرض ؟