الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أمريكا تدعم الإرهاب(الإسرائيلي) بأكبر صفقة سلاح

نشر بتاريخ: 03/05/2016 ( آخر تحديث: 03/05/2016 الساعة: 10:05 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية الثامنة والخمسين، ومن سيفوز بها سيكون الرئيس(45 ) لأمريكا والتي ستجرى في الثامن من نوفمبر هذا العام؛ يتهافت المرشحون الأمريكان، والمسئولين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتقرب من يهود أمريكا واللوبي الصهيوني هناك من خلال دعم الكيان العبري، ومساندة مواقف (إسرائيل) وتوفير الدعم والمالي والعسكري للعدو الصهيوني، وتوفير الغطاء الدولي لجرائم الاحتلال في أرضنا الفلسطينية.

ويرى كاتب السطور أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع التخلي عن وعودها للكيان بحمايته وضمان أمنه، وضمان تفوقه العسكري على الدول المحيطة في (الشرق الأوسط)، وفي ظل ما يحدث من تغيرات وتطورات سياسية وانقلابات عسكرية في المنطقة العربية، بقيت دولة الكيان بعيدة عن هذه الأحداث، ولم تصل الاضطرابات إلى حدود الكيان، وحتى هضبة الجولان المحتلة ظلت هادئة خلال الأحداث العربية المضطربة، ولم يخطر ببال أية دول عربية التفكير في إطلاق صواريخ تجاه الكيان الصهيوني.

إن حرص الولايات المتحدة الأمريكية على أمن الكيان (الإسرائيلي) نابع من السيطرة الكبيرة للوبي اليهودي والصهيوني على المراكز الحساسة في الولايات المتحدة، بل السيطرة (الصهيوني) على القرار الأمريكي فيما يخص (الشرق الأوسط ) .

وحديثا قررت الولايات المتحدة الأمريكية تقديم مساعدات عسكرية للكيان الصهيوني لمدة عشرة سنوات قادمة، ودعمها بأكبر صفقات سلاح في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؛ وحسب ما تم الإعلان عنه فإن واشنطن ستوقع اتفاق مع الكيان الصهيوني لمدة عشر سنوات يمنح بموجبه الدولة العبرية مساعدات عسكرية بقيمة (خمس مليارات دولار ) سنوياً بنسبة تزيد عن(40% ) من المساعدات الدائمة التي تقدمها أمريكا للكيان.

وإن المسؤولين في واشنطن أكدوا في تصريحات صحفية على أن البيت الأبيض يخوض محادثات مع المسئولين الصهاينة لتأمين أكبر حزمة مساعدات عسكرية لــــ ( إسرائيل).

وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية " إن الرئيس أوباما قدم اقتراحا يقضي بحصول دولة الكيان على أكبر برنامج مساعدات عسكرية، تمنحه الإدارة الأمريكية على مدار تاريخها."

ويبدو لكاتب السطور أن الدعم الأمريكي العسكري للكيان الصهيوني يحظى بتأييد برلماني أمريكي كبير وحظي بموافقة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي بنسبة 83% من أعضاء مجلس الشيوخ وقعوا على رسالة مواجهة للإدارة الأمريكية لزيادة للتمويل العسكري للكيان.

وقد نشرت وكالة رويترز العالمية رسالة مجلس الشيوخ الأمريكي الموجهة للرئيس أوباما قالت الرسالة " في ضوء التحديات الدفاعية المتنامية للغاية التي تواجه (إسرائيل)، نقف مستعدين لدعم اتفاق جديد محسن وطويل الأمد، للمساعدة في تزويد (إسرائيل) بالموارد التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها وللحفاظ على تفوقها العسكري النوعي".

إن الإدارة الأمريكية تدعم وبشدة الإرهاب الإسرائيلي من خلال المساعدات العسكرية السنوية للكيان، حيث إن إدارة الرئيس الأمريكي (أوباما) لم تقصر يوما في مساعداتها العسكرية للكيان الصهيوني، فقد رفعت الإدارة الأمريكية الحالية المساعدات العسكرية من(3.1 مليار) إلى (3,7 مليارات دولار ) خلال هذا العام ، ومن جهة أخرى يطالب الكيان الصهيوني الإدارة الأمريكية برفع مساعداتها إلى( 4 ــ 5 مليارات دولار )، حيث تمنح الولايات المتحدة الكيان حاليا (3.1 مليار دولار) سنويا كمساعدات عسكرية (يتوجب تجديدها عام 2018).

ويسعى حاليا المسئولين الصهاينة للضغط على إدارة الرئيس أوباما من أجل التوقيع على اتفاق يلزم الإدارات الأمريكية القادمة على تنفيذ هذا الاتفاق، وزيادة المساعدات العسكرية للكيان الصهيوني، وبحسب التقارير الإعلامية في الصحافة العبرية فقد كان متوقعا توقيع الاتفاق في الشهر الماضي، لكن رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) ألغى زيارته إلى الولايات المتحدة، حيث يطمح (نتنياهو) أن تتم المفاوضات على هذا الاتفاق التاريخي عبر هيئة الأمن القومي الإسرائيلي ) التي تتبع له مباشرة، بعدما كانت تجرى المفاوضات في الماضي بين أمريكا والكيان، عبر وزارة الأمن (الإسرائيلية) ووكالة الأمن القومي الأمريكية.

من هنا لا يخفى على أحد العشق المتبادل بين واشنطن و(تل أبيب) والدعم المالي والعسكري والسياسي والأممي للكيان الصهيوني، فلا تبخل أمريكا على (إسرائيل) - وهي ولاية من الولايات الأمريكية _ بهذه الأرقام من المساعدات، ومع تزايد الأوضاع العسكرية والتطورات في المنطقة العربية أصبح لزاما على أمريكيا زيادة الدعم العسكري للكيان لضمان حماية أمن (إسرائيل) وضمان مواصلة تفوق الكيان على الدول العربية المحيطة به.

إن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد الكيان الصهيوني بالمساعدات العسكرية الكبيرة، يبين صورتها الحقيقة في دعم وتمويل الإرهاب العالمي ودعم ومساندة جرائم القتل في منطقتنا العربية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تضرب بعرض الحائط كافة المعاهدات والقوانين الدولية التي تدعو لحفظ حقوق الإنسان وحريته في الحياة.

أمام هذا الدعم والتمويل العسكري الأمريكي الكبير للكيان الصهيوني، لابد من وقفة مسؤولة من قبل الأمة العربية والتحالف العربي العسكري والعمل الجاد على دعم ومساندة شعبنا الفلسطيني عسكريا وماديا من أجل مواجهة التفوق العسكري للكيان الصهيوني، والوقوف في وجه الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ومن أجل دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أرض فلسطين وحرية وكرامة الشعب الفلسطيني والأمة العربية الإسلامية.