نشر بتاريخ: 04/05/2016 ( آخر تحديث: 04/05/2016 الساعة: 10:38 )
الكاتب: إكرام التميمي
تتعرض الصحافة والعديد من الوظائف الأخرى في المجتمع إلى ثورات ومتغيرات منذ التحول الرقمي، وفي ظل الوصول الواسع للشابكة "الإنترنت"، والصحافة التي بدأت وتكاد لا تنتهي كما بدأت؛ هي تماثل اخطبوط يمخر عباب البحر يبتلعان من لا يتقنان الغوص في دهاليزه المعتمة، تتدرج المعطيات ما بين المرسل والمتلقي في منحنيات ومنعطفات وهبوط وصعود، وتطورات بات من الصعب علينا حصر مدى تقبل المجتمعات لهذا الكم المتدفق من المعلومات، والتي باتت من المستحيل حصرها بشريحة ما دون شرائح المجتمع برمته، ولتسليط الضوء على مدى ازدهار الحريات أو تراجعها تبقى دائماً منظومة القيم والأخلاقيات والتنظيم الذاتي، هي السمة الأساس برسم الصورة كاملة دون رتوش ونقلها بشفافية وموضوعية ، و مدى ارتباطها بحقوق الإنسان، وقياس موازاة ذلك بحرية التعبير، والحق بالحصول على المعلومات و نشرها ؛ وتقييم الأثر والتأثير، والفيصل بينهما الصراع الدائر بين المصالح العليا وفن التسويق في سياق الإعلام الجديد ، وحق المواطن الممجوج أحياناً ما بين تخمة المعلومات المتدفقة والكامن أحياناً بثناياه التهويل أو التضليل أو إخفاء للمعلومات أو بتر للبعض منها .
بالآونة الأخيرة، عقد مركز تطوير الإعلام- جامعة بيرزيت العديد من الورشات التدريبية حول "وثيقة سياسات حساسة للنوع الاجتماعي في المؤسسات الإعلامية"، والتي نظمها بالتعاون مع اتحاد الشباب الفلسطيني،وبتمويل من مؤسسة هاينرش بول الألمانية، على أهمية الوصول إلى إدارة إعلامية مراعية للنوع الاجتماعي من خلال رسم سياسات إعلامية تنظر بعدالة إلى قضايا النوع الاجتماعي داخل هذه الإدارات، وتعمل على إدماج النوع الاجتماعي في هيكيلية نقابة الصحافيين وتعزيز التمثيل النوعي للإعلاميات فيها وتعزيز حضورهن في المؤسسات الإعلامية والمشهد الإعلامي عامة.
أوضحت منسقة وحدة النوع الاجتماعي في مركز تطوير الإعلام ناهد أبو طعيمة أن هدف التدريبات التعريف :"بالإدارة الإعلامية، ونمط الإدارات الإعلامية السائد في فلسطين، وسمات الإدارة الإعلامية المراعية للنوع الاجتماعي، ومساعدتهم على تحدي النمط الفكري السائد عن المرأة والرجل داخل المؤسسات الإعلامية وسبل العمل لتغييره، مشيرة إلى أهمية التركيز على المعايير المهنية والأخلاقية في التغطية الصحافية والعمل على إبراز التغطيات الإعلامية الفلسطينية غير الحساسة تجاه قضايا النوع الاجتماعي ".
وبدورهما، "قدمت لبنى الأشقر، وغازي بني عودة المختصان في قضايا الإعلام والنوع الاجتماعي ،نماذج عربية وفلسطينية للتغطيات الإعلامية الحساسة للنوع الاجتماعي تظهر ما هو سلبي وإيجابي في هذه التغطية كنوع من نقد واقعي لما هو موجود ولإيضاح حدود دور الصحافي والمؤسسة الاعلامية في ذلك".
خلاصة، تعصف اجواء عديدة من انتهاكات الحريات العامة في الوطن والأقاليم المجاورة والشرق الأوسط ، وباتت متغيرات سياسية مؤشر خطير على أن الإنسان على فوهة بركان ثائر، والصحافة كرة ثلج تتدحرج وتكبر ولن يستطيع أحد قياس حجمها ما لم يكن نقطة بداية ولها نهاية .
والنهاية تبدأ من جديد؛ مثل طائر الفينيق يعود لنا دائماً يرسم الوطن علم ورسالة وإنسان ويتوجهم " كرامة ،وحرية ، وأمان "وعلينا جميعاً التعاون ؛ بأن تكون سمة الإعلام إحياء الإنسان في ذاكرة الانسانية بعمله وقيمه الأخلاقية وبأن يكون هناك دائماً الجديد من المواد التعليمية والتي تساهم في محو الأمية الإعلامية، وبتضافر جهود من له صلة في ترسيخ المفاهيم المبنية على المعرفة النظرية والعملية والتعليمية والتي تشمل التثقيف الإعلامي العام ، والتشديد وحده على أهمية أخلاقيات الإعلام ووسائل الإعلام الإلكتروني ، لا يكفي وإنما هي صرخة بأن لا تجعلونا صحافيات نتوسل أخطبوط الصحافة أن لا تقتلوا البحر فينا .