الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعادة تحديد العلاقة مع اسرائيل - تهديد من الدرجة الثانية

نشر بتاريخ: 04/05/2016 ( آخر تحديث: 05/05/2016 الساعة: 14:02 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تنصاعد التهديدات بين الكيانات السياسية والدول ثلاث درجات على سلم الخطورة . الدرجة الثالثة والاقل حدة باعتبارها تحذيرا اكثر منها تهديدا وهي تهديد وزير خارجية اي دولة ، امّا الدرجة الثانية فهي تهديد وزير الدفاع ، والدرجة الاولى وهي الاكثر خطورة فهي تهديد رئيس الدولة .
وباعتبار ان التنظيمات الفلسطينية هي وزارة الدفاع عند الشعب الفلسطيني في الارض المحتلة فان " توصية " حركة فتح عبر لجنتها المركزية لباقي التنظيمات والفصائل في منظمة التحرير من اجل اعادة تحديد العلاقة مع اسرائيل ( وهو مصطلح دبلوماسي سياسي مخفف معناه قطع العلاقة الادارية والاقتصادية والامنية مع الاحتلال الاسرائيلي ) يعتبر تهديدا من الدرجة الثانية .
التهديد الاول لم ينتبه اليه غالبية الجمهور .  وقد صدر على لسان وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي أكثر من مرة في الاشهر الماضية ، والتهديد الثاني ينظر اليه المحللون والمتابعون بعين التشكك والريبة تماما كما نظروا من قبل بعين الريبة لخطاب الرئيس في الامم المتحدة في 30 ايلول الماضي حين أعلن قطع العلاقة مع اسرائيل ودعا الى اعادة تحديد العلاقة مع اسرائيل ، فاندلعت انتفاضة القدس في الاول من اكتوبر ولم تخمد حتى اليوم .
ان قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ( باعتبارها القيادة التنفيذية للمنظمة وهي عمليا حكومة المنفى المسؤولة عن مساعدة الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده في العالم ) اعادة تحديد العلاقة مع اسرائيل ، وفي حال صدر هذا القرار فاننا سندخل في مرحلة جديدة أساسها بداية البحث عن قاموس جديد مختلف تماما عن قاموس اوسلو .
ويتزامن هذا الامر مع تهديدات كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس ولجان المقاومة الشعبية وباقي الكتائب المسلحة في قطاع غزة بان الامور ذاهبة الى الانفجار مرة اخرى في حال واصلت اسرائيل حصار قطاع غزة . ما سيعطي المرحلة الجديدة زخما مختلفا عن تقديرات تل ابيب والتي ترهن رؤياها الى فرضية نتانياهو ان الامور ستبقى على ما هي عليه ، وان الرئيس عباس أضعف من ان يأخذ قرار استراتيجي من هذا النوع .
ان رفض نتانياهو للمبادرة الفرنسية هو الذريعة التي ستخلق السبب الحقيقي لاستصدار شهادة الوفاة لاتفاقية اوسلو ، ودخول مرحلة جديدة مختلفة تماما عن مرحلة اوسلو بحضور اجيال جديدة لا تعرف ميكانيزمات اوسلو أصلا .
احتمال اّخر يؤخذ بعين الاعتبار ، ان منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية ستكتفي بالتهديد وان مصلحتها باستمرار التنسيق الامني والاخذ بعين الاعتبار الاحداث الاقليمية والتدخل الروسي في سوريا والانتخابات الامريكية . وهذا منطقي جدا ولكن الزخم الحقيقي يبقى على الارض ، وقد لاحظنا مؤخرا تطورا نوعيا في حجم العدوان الاسرائيلي على الارض وتوغل الاستيطان وتهويد القدس ومواصلة اقتحام الاقصى ، وبالمقابل زخم أعلى في العمليات المسلحة ضد الاحتلال . ما يعني ان الجمر ياتي من تحت وانها مسألة وقت حتى تحمى الرؤوس تحت قباب البرلمانات .
وفي النهاية ليس مهما ما تفهمه تل ابيب من هذه الرسالة ، وانما ما تفهمه الجماهير العربية  وعلى طريقتها .