الأحد: 15/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعات.. وليس جامعة: قراءة واقعية

نشر بتاريخ: 06/05/2016 ( آخر تحديث: 06/05/2016 الساعة: 10:01 )

الكاتب: صادق الخضور

بداية؛ يجدر التأكيد على أن انتخابات الجامعات مؤشر ذو دلالة، لكن في الوقت ذاته تحميل النتائج فوق ما تحتمل يبدو نوعا من المبالغة والتضخيم، وعندما نتحدث عن انتخابات الجامعات، فالحديث يشمل الجامعات جميعها ولا يقتصر على جامعة معينة، ومن هنا فإن محاولات البعض اقتصار التحليل والتفاعل مع جامعة دون غيرها وهي جامعة بير زيت فيه نوع من التعامل المبتور.
وبتحليل يستبعد جامعة القدس من التناول نظرا لأن كتلة كبرى أحجمت عن خوض الانتخابات فيها رغم أن الانتخابات جرت وأفرزت نتائج واضحة لكنها لا تتسم بتنافس جدي، يتبقى هناك مستويان من التحليل:

الأول خاص بجامعات خاضت فيها الكتلتان الكبيرتان الشبيبة والكتلة الإسلامية الانتخابات، أي في جامعتي بولتكنيك فلسطين وبير زيت، وباستقراء للنتائج فيهما يتضح أن هناك تقدما واضحا للشبيبة، وتراجعا للكتلة الإسلامية، والجمع بين الجامعتين في التحليل يندرج في إطار تشابه الظروف الموضوعية، ومن يدقق في النتائج فيهما يلمس وجود قفزة لصالح حركة الشبيبة لطلابية، لكن هذا التقدّم لم يؤخذ على محمل الجد من كلا الطرفين، ففتح تعلن وجوب المراجعة رغم التقدم، وحماس تبارك، وكأنها تتغاضى عن وجود تراجع، وفي النهاية، تبقى النتائج جديرة بمزيد من التحليل.

والثاني خاص بجامعات خضوري/ فلسطين التقنية، وبيت لحم، وفلسطين الأهلية، فالنتائج التي تحققت في هذه الجامعات، وعدم خوض بعض الكتل الانتخابات كان بهدف محاولة تفريغ النتائج من محتواها، نظرا لوجود قراءة واضحة للنتائج سلفا من بعض الجهات المتنافسة، وبالتالي وجب ألا يكون أي تحليل بمنأى عن الجامعات الثلاثة.
كما أسلفنا، الوضع في جامعة القدس استثنائي، وبالتالي وحتى لا يكون هناك تجاوز للتحليل المنطقي؛ تم الاستناد إلى تصنيف يستثني إدراجها ضمن التحليل ليعمم حالة واحدة باعتبارها نهجا.

في المحصلة، نتائج الانتخابات في الجامعات كلها مهمة، ووجوب الاهتمام بالنتائج حتى في حال عدم خوض بعض الكتل المتنافسة الانتخابات يجب ألا يغيب لا عن بال المحللين فقط، بل عن بال القائمين على تلك الكتل.
يأتي هذا الحديث في ضوء وجود موقفين برزا مؤخرا، وهما موقف مفاخر بما تحقق في بير زيت فقط، وهو موقف قد نتفهم أبعاده السياسية وكونه مندرج في إطار احتفالي، لكنه مضطر في النهاية إلى قراءة ما أفرزته النتائج في بير زيت نفسها من فارق ما بين انتخابات العام الماضي والعام الحالي، ولن يجد الباحث عن استقراء موضوعي عناء كبيرا في الخروج بمقارنات ومقاربات تعكس وجود تراجع هنا، وتقدّم هناك، وحتى الآن لم يتحفنا أي من المحللين بقراءة شاملة بالأرقام والنسب والأعداد، وأصحاب هذا الموقف يتعاملون مع الجامعات الأخرى وكأنها غير موجودة.

الموقف الثاني موقف يتناسى ما تحقق من تقدّم نوعي في جامعتي بير زيت وبولتكنيك فلسطين تحديدا، فالجامعتان شهدتا انتخابات بظروف تتقاطع وما يطلق عليه" صدق الاختبار"، فكان الاختبار حاملا معه تقدّما نوعيا لأطر طلابية يواصل القائمون عليها جلد الذات، متناسين ما تحقق مع أنه يؤسس للبناء عليه.