نشر بتاريخ: 06/05/2016 ( آخر تحديث: 06/05/2016 الساعة: 09:58 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
مفاعل ديمونا (الإسرائيلي) الموجود في النقب الفلسطيني، الذي يعده الكيان العبري سلاحه الإستراتيجي لحماية أمنه على المدى الطويل من أكثر المخاطر وأشدها على فلسطين والدول العربية المجاورة، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية كبيرة في حال تسرب الإشعاعات والغازات من المفاعل، حيث يعمل الكيان بسرية تامة على تطوير العشرات من القنابل النووية.
ما دفعني إلى تناول الموضوع النتائج الخطيرة التي كشفتها دراسة علمية أجريت حديثًا على مفاعل (ديمونا)، كشفت النقاب عن وجود (1537) عطبًا في قلب المفاعل، ورصدت الأعطاب بوساطة التّصوير بالموجات فوق الصّوتيّة، ما يدخله في مرحلة الخطر الإستراتيجي وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية كبيرة.
وقد عبّر عدد من علماء الفيزياء الذرية خلال مشاركتهم في مؤتمر عقد قبل أيام في تل الربيع (تل أبيب) عن تخوّفهم من وضع المفاعل، بعد مرور أكثر من (50) عامًا على إنشائه، وهو المفاعل الذي منحته فرنسا للكيان الصهيوني في نهاية خمسينيات القرن الماضي، وشغل أواخر عام 1963م.
وقد نشرت وسائل إعلام دولية تقارير إعلامية عن هذا المفاعل المصنوع من معادن صلبة ومتينة، وقلبه مغلّف بباطون، وتوضع داخل القلب أعمدة الوقود النّوويّ، حيث تحدث عملية الانشطار النّوويّ، ويمتص قلب المفاعل حرارة هائلة وإشعاعًا ضخمًا، من شأنهما أن يؤثّرا على بنيته بعد مرور سنين على عمله، ومن هنا جاء تحديد عمر هذه المفاعلات بـــــــ(40 عامًا) فقط، تحسباً لأيّ تسريبات نتيجة تصدّع بنية قلب المفاعل.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن الكيان العبري لأسباب سياسية واقتصادية لا يستطيع تبديل قلب المفاعل، وهو نشاط يعني بناء مفاعل جديد، وبسبب حالته المهترئة يشغل أقل من السّنوات السّابقة، تحسباً لزيادة الأعطاب في قلبه.
وتبين التقارير الحديثة أنّ البنية المعدنية التي تغلف مفاعل (ديمونا) تآكلتْ بسب مستوى الإشعاعات العالي، حسب إفادة الخبير النووي الأمريكي هارولد هاو، الذي لم يستبعد حدوث انهيار في المفاعل في أي لحظة، أما الخبير النووي (الإسرائيلي) "عوزي إيفن" أحد مؤسسي مفاعل (ديمونا) فلم يستبعد _حسب ما ذكرته صحيفة (هآرتس) العبرية_ إمكانية حدوث تسرب إشعاعات نووية منه.
وأمام المخاطر الكبيرة لوجود الأعطاب داخل قلب مفاعل (ديمونا) إذ قد يحدث تسرب إشعاعات نووية في أية وقت؛ إن فلسطين والدول العربية المجاورة عرضة لخطر الإشعاعات النووية والغازات السامة التي ينتجها المفاعل، وفي حالة حدوث أية خطأ أو أية انفجار في قلب المفاعل فإن الملايين مهددون من خطورة هذا المفاعل.
إن الكيان العبري يعيش دوماً في عقدة الخوف من الآخر، وعقيدة الأمن عند الكيان من الأولويات الكبرى، لذلك يعمل الكيان دوماً على تحصين الأمن وامتلاك أحدث الترسانات العسكرية والغواصات النووية، وإن التقارير الإعلامية الأجنبية كشفت أن الكيان الصهيوني زاد في سنوات نشاط مفاعل ديمونا نحو (200) قنبلة نووية من كل الأنواع والأحجام ووسائل إطلاقها، فالكيان ينتج في المفاعل (اليورانيوم) و(البلوتونيوم)، وهي المادة المشعة لتركيب السلاح النووي، ما يعزز من حدة خطورة هذا المفاعل، ويدل ذلك على النوايا الخطيرة للكيان الصهيوني لتدمير المنطقة العربية بأكملها؛ فهو يسعى جاهدًا لعمل تجارب نووية جديدة في هذا المفاعل الخطير.
إن الكيان الصهيوني لم يوقع معاهدات واتفاقيات "حظر انتشار التجارب النووية"، أو "امتلاك السلاح النووي"، فدعا قبل أيام السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول أعضاء الجمعية العامة لتوقيع "معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية".
إن فلسطين والدول العربية المجاورة أمام مخاطر كبيرة لوجود هذا المفاعل في النقب المحتل جنوب فلسطين، الأمر الذي يهدد حياة أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في الدول المجاورة، والمطلوب السعي الجاد والحثيث من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإغلاق مفاعل (ديمونا)، ووقف التجارب النووية للكيان الصهيوني، والعمل العاجل على حماية أبناء شعبنا الفلسطيني من مخاطر هذا المفاعل.