نشر بتاريخ: 07/05/2016 ( آخر تحديث: 07/05/2016 الساعة: 15:26 )
الكاتب: صادق الخضور
صغارا كنا إذ غرسوا فينا بأن " خير جليس في الزمان كتاب"، ومرّت الأيام وظلت العبارة على حالها، لكن منسوب اهتمامنا بالكتاب تراجع، حاله حال عديد من مكونات منظومة القيم، وربما تسأل: هل الكتاب قيمة؟ فيأتي الجواب: هو ركن من أركان كل قيمة.
الكتاب -ونحن على أعتاب معرض فلسطين الدولي للكتاب-، داهمته سطوة الفيس، وبات وكأنه ضحية من ضحايا الانترنت، فكان لزاما أن يستعيد بعضا من كبريائه، فهل تكون معارض الكتب هي البداية؟
ورش عمل، وندوات، ولقاءات..تخصص لنقاش كتب، ومسابقات تحيل إلى الكتب في المدارس وفي الجامعات، خطوات تؤسس بلا شك لمزيد من استعادة الكتاب مكانته التي باتت في حالة لا تستعصي على التشخيص، وارتفاع أسعار الكتب في النهاية ليس حجة لنا بل علينا، لأن " من يطلب الحسناء لم يغله المهر".
مقصرون نحن بل وبامتياز، تعاملنا مع تراجع الحالة بحالة من التراجع، وتركنا الكتاب وحيدا، ومضينا غير آبهين بما يشكله الكتاب من ركيزة من ركائز البناء.
هنا..لا نروّج لكتاب بقدر ما نروّج لحالة يجب أن تكون، فالمكتبات العامة لا تشهد الحركة المطلوبة، وهناك الكثير مما يمكن عمله.
معرض فلسطين الدولي للكتاب فرصة لإعادة منح الكتاب جزءا من اهتمام تلاشى أو كاد، والأمر في المحصلة نتاج تراجع اهتمام بالثقافة التي تحصل على موازنات بسيطة بالكاد، لكن المعرض فرصة للعودة لاستئناف ما عطلناه من مبادرة ومن ذائقة، فإعمال الفكر يتطلب بداية وجود مخزون استراتيجي من الأفكار.
اعتبارا من هذا الأسبوع، تنطلق فعاليات المعرض، ويعاود الكتاب تذكيرنا بذاته، بأنه لا زال موجودا، وبأننا لا زلنا مقصرين في الإيفاء بواجبنا تجاهه.
هي فرصة لتذكير القطاع الخاص بواجباته تجاه الثقافة، فالمسؤولية المجتمعية لم تشطب الثقافة من مكوناتها، وهي دعوة صريحة لأن تكون هناك زيادة في الموازنات المخصصة للثقافة ولترويج الكتب، وتنظيم أنشطة لخلق حالة تفاعلية، فالتفاعل مع الكتاب أسبق من التفاعل مع أي وسيلة عداه.
خير جليس وأنيس بات في حالة اغتراب، والتساؤلات عن الأسباب برسم الغرابة، والأمر في النهاية نتاج ثقافة سادت، حكمها التراخي في الاهتمام وقلة الاهتمام بالاحتفاء بالمكتوب، فقد تراجع الاهتمام بأي نص إلى حالة غريبة مستغربة.
ببساطة ودون تعقيدات يمكن منح الكتاب مزيدا من الاهتمام، فلماذا لا تكون هدايانا ولو في حال مناسبات النجاح عبارة عن كتب؟ والكتاب يتأمل عبر معرضه بأن تكون هناك وقفة ناقدة لمراجعة الحال الذي بات لا يسر عدوا ولا صديقا.
مع افتتاح معرض فلسطين الدولي للكتاب؛ نشكر القائمين على التنظيم، والشكر الخاص لوزير الثقافة د. إيهاب بسيسو وكادر وزارة الثقافة، وكل من كانت له بصمة ليكون المعرض ليس مجرد احتفالية عابرة بل مناسبة لتأطير الاهتمام من جديد ب"خير جليس".