نشر بتاريخ: 08/05/2016 ( آخر تحديث: 08/05/2016 الساعة: 15:58 )
الكاتب: عطا الله شاهين
تعرفتُ عليها، حينما كنت عالقا في ترانزيت مطار لارنكا قبل عقود، وتبين من خلال حديثها معي بأنها امرأة تشيكية وعالقة مثلي في الترانزيت، وتنتظر حلا لمشكلتها، ولكنها كانتْ تريد حبّاً هكذا بدتْ نظرات عينيها تقول، لكنني أنا كنتُ حزينا، ولم يكن وقتها عندي أية رغبة للحُبّ رغم أنها فاتنة، لكنني لمْ ألتفت لها، مع أنها حاولت مواساتي بابتساماتها، إلا أنني بقيتُ متنكدا من حبسي هناك في قاعة كنت أرى فيها الناس يسافرون وأنا أنتظر منذ أسبوع تذكرة من الأهل، لأنني جئتُ إلى المطار بدون أن يكون معي تذكرة تمكنني من الوصول إلى الوطن الذي كان مشتعلا في انتفاضة الحجارة..
فتلك المرأة أحسّتْ بأنني دائم التفكير في حلّ مشكلتي العويصة، والتي حلّتْ في النهاية بعد أسبوع من مكوثي ونوْمي على أرضية القاعة كغيري من العالقين، ولم يتبق معي أية نقود لسدّ جوعي..
فهي أرادت مني أن أقعَ في حبِّها هكذا قالت لي حينما غادرتُ المطار بعدما وصلتْ تذكرتي، حيث أتتْ لتودّعني وقالتْ: كنت أريد منكَ أن تحبّني، لكنك لمْ تحبني، لأنكَ بقيت طوال تلك المُدة تحدثني عن الوطن الجريح..
فودعتها وقلت لها: لم يكن لي أية رغبة للحب، لأنني أُحبُّ فلسطين، فقالتْ أنت كنتَ تهذي ذات مساء حينما رقدتَ بالقرب مني، وكنتَ ترددُ أُحبّكِ يا فلسطين..
وعلى الرغم من أنّني أحببتكَ، إلا أنك كنتَ شابا مهذبا ورائعا حتى في الحزنِ والصّمت والنّكدِ والتذمّر..