نشر بتاريخ: 10/05/2016 ( آخر تحديث: 10/05/2016 الساعة: 14:25 )
الكاتب: ماهر حسين
إسمي خان وأنا لست (إرهابيا")..إسمي خان وأنا (عمدة لندنفقط من شاهد الفيلم الهندي العالمي (اسمي خان ولست إرهابيا") سيفهم المغزى لكلمة صادق خان عمدة لندن الجديد المنتخب عندما قال (اسمي خان وأنا عمدة لندن) ..ليست مصادفة بل هي ذكاء ورد على الإتهامات التي حاول البعض أن يكيلها لهذا الرجل خلال حملته الإنتخابية .حيث حاول البعض أن يجعل من ديانة المرشح صادق خان تهمــــة!!!!ديانة صادق خان ليست تهمة بحاجة للتبرير وليست تهمة بحاجة لمحامي ...ولقد أثبت سكان لندن ممن إقترعوا في الإنتخابات وممن اختاروا المرشح صادق خان بأنهم أكبر من الجهل والتخلف والعنصرية .
لقد أثبتت أنتخابات عمدة لندن بأن وعي سكان لندن للبرنامج الإنتخابي ورفضهم للعنصرية الدينية والعرقية وبحثهم عمن يخدم المدينة ويخدمهم هو أساس انتخابهم للعمدة الجديد فأين نحن من وعي سكان لندن وأين نحن من شجاعة لندن باختيارها مسلم من أصول باكستانية كعمدة لهــــــــــا ؟؟؟
لقد إنتصرت لندن على عواصم كثيرة ...إنتصرت بتطبيقها لمبدأ المواطنة ...إنتصرت بأنها جعلت من نفسها أكبر من التقسميات الدينية والطائفية والعرقية ...بل إنتصرت لندن على الطبقية الإجتماعية .
إنتصرت لندن على المال السياسي وعلى النفوذ ...إنتصرت لندن للندن وبقينا نحن والعديد من عواصمنا العربية نعيش التقسيم والإنقسام والطائفية المقيتة والعرقية الملعونة .
المواطنة و الديمقراطية ...ليست منحة من أحد ولكنها حق للجميع وهذا ما فعلته لندن وهذا ما لم تنجح العديد من البلدان في تطبيقه .
نحترم هذه التجربة وندعو للإستفادة منها وندعو للتعلم منها فما زلنا في عالمنا العربي نحتاج الى هذا المفهوم الحضاري من المواطنة وما زلنا في فلسطين نحتاج الى هذا المفهوم الوطني من المواطنة ومن الممارسة الديمقراطية لمنح الفرصة للكفاءات لتتقدم ولتصبح في مواقع القيادة المجتمعية والسياسية وبعيدا" عن المناطقية والفصائلية وبعيدا" عن ديانة المواطن وهويته ..بالنسبة لي يجب ان تكون فلسطين واحدة .. فلا فرق بين مواطن من غزة وآخر من الخليل ولا فرق بين نابلس وقلقيلية ورفح .
وحتما" وبلا تردد لا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي ...الجميع مواطنون فلسطينيون يحق لهم التمتع بكل ما تمنحه المواطنة في فلسطين لمن يستطيع الإقامة في فلسطين ويحق لهم المشاركة في القرار من خلال منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ..نريد ان نكون كذلك فلا تفرقنا جهالات البعض وتطرفهم وإستغلالهم للدين لعمل تصنيفات لا تستقيم مع فلسطينيتنا .
علينا أن نتعلم وعلينا أن لا نكابر في رؤيتنا لأنفسنا على حقيقيتها ..نحن نعاني من أعراض خطيرة وعلينا معالجتها مجتمعيا" ووطنيا" وبشكل عاجل .
نعم نحن بحاجة الى أن نتغير ...نحن بحاجة الى أن نتطور حتى يكون في مستقبلنا فرصة متساوية للجميع ويكون التقييم بناء" على الكفاءة والبرنامج ...فمدننا وقرانا وفلسطين كلها بحاجة الى ما هو اكبر من المعتاد عائليا" وفصائليا" لنتقدم في كل المجالات .
أخيرا" ..
مسلم لا تعني الإرهاب ...مسلم لا تعني التخلف والجهل والقتل والسبي والإعدام ...الإسلام هو ديانة تربط الفرد ذكرا" أو أنثى مع الله عز وجل من خلال تعاليم الإسلام ومن خلال رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكد على دور وأهمية كل من سبقوه من أنبياء وأصحاب رسالات حيث اعتبر الإسلام على سبيل المثال احترام سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام واجب وتقرب لله عز وجل وهو من شروط الإيمان وطبعا" هذا ينطبق على كل الأنبياء والرسل ممن سبقوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..الذي وصفه الله عز وجل بأنه الرحمة المهداة .
من لندن ممكن أن نتعلم الكثير من الدروس ...فلندن قد أنتصرت اخلاقيا" .
مبروك للندن عمدتها الجديد ونرجو له التوفيق في خدمة أهلها ..هو خان وهو ليس إرهابيا" ..هو خان وهو عمدة لندن ...مبروك .