نشر بتاريخ: 10/05/2016 ( آخر تحديث: 10/05/2016 الساعة: 21:53 )
الكاتب: نسرين موسى
تجلس بعيدة في ركن هادئ, إلا من ضجة روحها التي تربك معالم وجهها , فضولي أو احساسي بإرباكها الخفي قادني إليها .
تلعثمت ,كيف أبدأ, بأي صفة سأداهم صمتها ؟!
سألتها بابتسامة: هادئة لكنكِ ليس كذلك هذا احساسي ؟! هل تخططين لشيء ما؟
ردت بابتسامة وبروح دعابة : لا تخافي لن انتحر , ولن أحرق نفسي ,لأني ببساطة أخاف أن أستيقظ كعادتي , وأرى وجهي الجميل محترقاً فتغيب ابتسامتي وتقاطعني مراَتي.
ولن أحرق شهادتي ,ولن أضرب عن الطعام ,ولن أعمل ثورة ,فقط سأظل رفيقة لهدوئي وصمتي .
ألا يكفي ليبلغهم كم أتوق لحياة .......؟
لا أعرف بماذا أصف الحياة التي أريدها لأني ببساطة لم أعش ملامحها!!
كهرباء؟؟ ربما
معابر لأكمل حلمي؟ ربما
خبز؟ لا أعلم
بالمناسبة لا أتحدث لكِ عن نفسي ,لكن عن كل روح حزينة في هذه المدينة ..
من يحاصرنا؟ ولماذا؟
يحاصرون طفولتنا, شبابنا, شيوخنا ,ما ذنبنا؟ ما جُرمنا؟؟
حكومتنا تحاصرنا؟ أي حكومة ؟هنا أم هناك؟
حكومة واحدة عاجزة عن انهاء موتنا لكننا نحظى بأكثر من واحدة , لن أعلق ,الصمت أبلغ أيضاً!!
لن أشتم ,لن أحمل المسؤولية لأحد ,لست عاجزة ولا أخاف , لكني أعتب على الضمير بصمتي.
هذه الفوضى متى ستنتهي؟ اشتقت لهدوء روحي ,تقتلني الفوضى , ويقتلني الأفق الذي لا يضيئ .
متى ستأتي الصباحات التي أرتدي بها ملابسي واستيقظ على صوت منبهي واتناول طعامي, واغادر لأستقر داخل مكتبي واعمل بشهادتي؟؟
هل دوري فقط أن أستيقظ لأعد الساعات, التي تنقضي من عمري دون تحقيق أبسط حلم لي؟؟
أأسمع الاغنيات إلى حين تحقيق هذا الحلم؟ لكن أي أغنيات كلها حزينة تعيدني لركني الهادئ الحزين الذي يميتني ببطء !
هل موتي سيقيت الملايين ويطيل بقاءهم؟؟لماذا لا يتحركون ألم نردد في الاغنيات العرب أخوة ؟هل ماتت النخوة ؟؟
هل سأظل رهينة بين فكي هذا الحصار؟؟؟
حتى الشمس أراها تغيب مع كل يوم يغيب من عمري وأنا في مكاني.
ماذا تكتبين ؟؟ لا أريد كلماتك هي التي توصل صمتي ,أريدهم أن يدركوه وحدهم دون وسيط يرسله !
لكني لم أكتب شيئاَ وفقط كتبت, نفس المصيبة ولكن الاسماء مختلفة يا غزة..
ضحكت, وتركتني لركنها الهادئ أنتظر نزيل اَخر , أو ربما قدر يلوح بانفراجة
متى يا غزة موعدنا مع الانفرانجة, موعدنا مع الحياة؟؟
متى؟؟؟
_________________________________________
*صحافية.. عضو دائم في نقابة الصحفيين الفلسطينيين