نشر بتاريخ: 15/05/2016 ( آخر تحديث: 15/05/2016 الساعة: 10:46 )
الكاتب: أسماء ناصر أبو عيّاش
ثلاثة دنانير ونصف هي كنزي وادخار اسابيع .. ثلاثة دنانير ونصف واحتل (عاشق من فلسطين ) زاوية في مكتبة بيتنا لحظة فرح. وفرت ثمن ديوان العاشق محمود درويش من مصروفي اليومي وكنت آنئذ في المرحلة الاعدادية.. لحظة فرح مازلت احتفظ باختلاجه في القلب بعد مرور اربعين سنة بفرحها وحزنها، بمدها وجزرها وبانتصارات صغيرة وانتكاسات دفع جيلنا وما زال يدفع تداعياتها من سني عمره. كانت تلك اللحظة أولى تفتح القلب على ال (عاشق من فلسطين) ليكتمل العشق ويلتحم بفلسطينيه مرورا بتقلبات زمن وإتيانه على العشاق.. يكتمل في تجربة رائدة اتحفتنا بها فضائية معا الفلسطينية وبرنامج عاشق من فلسطين نهبه بكامل ارادتنا خمسين نبضة من نبضات ساعة يومنا اسبوعيا.. تمسك يدك على القلب وانت تتابع عاشق من فلسطين حذر انفلات رجفة ويدك الاخرى على العين حذر انحدار الدمع.
من يجيد نبش الذاكرة واستحضارها كما لو انها الآن أجاد اختيار العشاق .. عاشقان فلسطينيان يقتسمان عشق فلسطين احدهما الدكتور حسن عبد الله .. هذا الاسير المحررالذي استنطق البستان وكتبه بالندى ليروي تجربة نضالية لافتة مذ أن وهبته امه للزيتون والزعتر والحنون فكان أن وهب ذاته زيتا للعيون نور .. في بستانه ال.. يكتب بالندى حاور الشجر وهمس للبيلسان وفي قادم أيامه تأخذ به وتستلبه بيت لحم بدهشتها .. حسن عبد الله استطاع أن يجند تجربة إعلامية مقاومة لخدمة عشاق فلسطين وكلل هذه التجربة ببرنامجه (عاشق من فلسطين) نافحاً فيه بعضاً من روحه الباحثة الثائرة. ربما يعوزني الإقدام في إيلاء البرنامج حقه وقد كنت واحدة من عشاق فلسطين في استضافة بثت حلقتها يوم الأحد الثامن من أيار، ولأيار في الوجدان وجد وخدش روح .. أيار الشاهد والشهيد .. أيار استكمال تفتح الأرض وصمه المحتل بجوائح نكبات تتلاحق حتى لم يعد في التقويم الفلسطيني يوم دون أن يلونه القاني الزكي. عاشق من فلسطين برنامج جدير أن يستحوذ على خمسين دقيقة في يوم الاحد من كل اسبوع ليعيد شحن المتلقي بجرعة حب فلسطينية. خمسون دقيقة في لجة أيامنا وأعمارنا المتوارية خلف جدران الانتظار .. انتظار الغد الأجمل بفلسطين الأكمل بناسها وكامل قدسيتها وترابها. انتهى أسماء ناصر أبو عيّاش