الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ألتخلص من ألنفايات ألصلبة ومعضلة مكب " زهرة ألفنجان"؟

نشر بتاريخ: 17/05/2016 ( آخر تحديث: 17/05/2016 الساعة: 10:46 )

الكاتب: عقل أبو قرع

في ندوة نظمها أئتلاف "أمان" لمكافحة ألفساد حول مكب ألنفايات ألصلبة " زهرة الفنجان" الذي يقع في جنين، تم تناول جوانب مختلفة تتعلق بهذا ألمكب، الذي يعتبر وبشكل نسبي، من أفضل ألامثلة لتصميم مكبات للتخلص من النفايات ألصلبة في بلادنا، سواء من حيث ألموقع، أو البناء، أو عملية الطمر والتخلص من ألنفايات، ويعتبر مثالا ناجحا على امكانية التخلص من مكبات النفايات العشوائية، غير الصحية والمضرة بيئيا، والمنتشرة بشكل كبير في بلادنا، ومكب " زهرة ألفنجان" يعتبر احد ألنجاحات في مجال ألبيئة في بلادنا، ورغم ذلك، ورغم ان مكب زهرة الفنجان بات يخدم مناطق أكثر وأوسع مما كان مخطط لة مسبقا أو حين تم بناؤة، الا ان تداخل السياسة مع الاقتصاد مع البيئة والصحة والقرب من السكان وبالتالي أنتشار ألروائح ألكريهة، يستدعي أخذ كل هذه ألجوانب بعين ألاعتبار، حين ألعمل من أجل تصميم أو بناء مكبات نفايات صلية جديدة، في المحافظات الفلسطينية ألمختلفة، والتي نحن بالاحوج اليها؟
وألتخلص من النفايات ألصلبة وغيرها من ألنفايات، هي ضرورة بيئية وصحية لنا، حيث أننا ألاحوج لحماية البيئة وبكافة مصادرها، مع الزخم المتصاعد للبناء وللنشاط العمراني وألسكاني، والمصادر الطبيعية ألمحدودة، فأن الانتباة الى الجانب البيئي لكل هذه النشاطات هو امر هام، ومن ضمن الاجراءات المطلوب القيام بها في هذا الصدد ، وبالاضافة الى تطبيق القوانين البيئية ألملزمة هو أنشاء ألمكبات في ظل الشروط الصحية وألبيئية، وبالتالي الانتهاء تماما من ألمكبات ألعشوائية ومن عملية حرق النفايات في الحاويات.

ومن ألاشكالات التي أحاطت او تحيط بأستمرار عمل مكب "زهرة ألفنجان" والتي يجب أخذها بعين ألاعتبار حين مناقشة عملية ألتخلص من ألنفايات ألصلبة، هو الموقع، أو المكان ألذي من ألمفترض أن تتواجد فية مكبات ألنفايات ألصلبة، وبألاخص ألتأثير على ألسكان القريبين من ألمنطقة، وليس من ألضرورة أن يكون هناك أثار صحية مباشرة، ولكن أستمرار أنتشار ألروائح، وبالاضافة الى ألازعاج، قد يكون لذلك أثار صحية غير مباشرة، أو بعيدة ألمدى على ألناس في ألمنطقة، وبالتالي لا عجب أن تتواصل شكاوي المواطنين الذين يسكنون بالقرب من مكب "زهرة الفنجان"، من الروائح ألكريهة، وبألاخص أذا بقيت ألنفايات ألصلبة لفترة أطول من المفروض، قبل عملية طمرها؟

ومن ألامور ألاخرى هو أمكانية وصول النفايات ألخطرة، من نفايات طبية وكيميائية وغيرهما الى مكبات النفايات ألعادية، مثل مكب" زهرة الفنجان"، حيث أن طريقة التخلص من النفايات الخطيرة أو ألتعامل معها تتختلف عن التخلص من النفايات ألعادية، واذا وصلت هذه النفايات الخطرة الى مكبات النفايات ألعادية، وأحتمالات تسرب ألعناصر ألكيميائية ألخطيرة الى ألعصارة وبالتالي الى ألمياة ألجوفية، وهذا بدورة يتطلب أجراء الفحوصات المخبرية الروتينية للعصارة، وكذلك تدخل ألجهات الرسمية، من البيئة والصحة والحكم ألمحلي، للتأكد من أن النفايات الخطرة يتم التخلص منها بأسلوب علمي سليم.
ومن ضمن ألاشكالات التي تحيط بمكب " زهرة ألفنجان" هي ألقدرة ألاستيعابية لهذا ألمكب، حيث من ألواضح أن هذا المكب يغطي في ألوقت ألحاضر مناطق اوسع بكثير مما كان مخطط لة عند أقامتة، حيث كان فقط مخصصا لمحافظات جنين وطوباس، أما ألان ولاسباب مختلفة، لها علاقة بالسياسة وألاحتلال والاقتصاد فانة يغطي حتى محافظات رام اللة والبيرة، ونابلس، وغيرهما، وهذا بدورة، سوف يعمل على تقصير عمر المكب، وعلى احداث اشكلات تتعلق بعملية الاستقبال والطمر والتعامل مع النفايات المختلفة؟

وأذا كانت عملية التخلص من النفايات الصلبة من خلال مكبات بيئية صحية هي ألاولوية، فأن عملية التقليل من ألنفايات ألصلبة من ألاساس هي من احد أهم المبادئ للتعامل مع مشكلة النفايات المختلفة، ومنها ألنفايات ألصلبة، سواء من حيث التقليل من شراء المواد الاستهلاكية التي تستخدم لمرة واحدة فقط، واتباع ثقافة الفصل بين النفايات، كما هي متبعة وبسهولة وبسلاسة وحتى بعائد أقتصادي بالاضافة الى العائد البيئي، في مجتمعات عديدة في العالم، وعملية فصل النفايات سوف تسرع أو تشجع عملية أعادة التدوير وبالتالي ألاستفادة من كميات كبيرة من النفايات، مثل الورق والبلاستيك والزجاج؟
ومثال مكب " زهرة ألفنجان"، كمثال ناجح بيئيا في بلادنا، يستدعي التفكير على المدى البعيد لابقاء هذا المكب يعمل، وبل مع عائد بيئي وأقتصادي، اي ألعمل على انتاج ألطاقة ألكهربائية من النفايات او من تحللها او نتائج عملية التحلل، وهذا ما يتم في ألكثير من ألبلدان في ألعالم، وحتى أن هناك دول تقوم بشراء النفايات لانتاج الكهرباء منها في مكباتها، وبالاضافة الى انتاج ألكهرباء، فأن انتاج السماد العضوي وبطريقة صحيحة من المكبات ومن ضمنها مكب " زهرة ألفنجان" يعتبر من المشاريع الناجحة،وبالاخص ان جزأ كبيرا من النفايات الصلبة في بلادنا، هي نفايات منزلية، أي تحوي كميات كبيرة من المواد ألعضوية والطعام، وبالتالي أمكانية استخدام السماد ألعضوي في المناطق الزراعية القريبة والبعيدة من ألمكب، مع عائد أقتصادي وبيئي وزراعي وصحي، ومع الحفاظ على المشروع وأطالة فترة أستخدامة.