نشر بتاريخ: 18/05/2016 ( آخر تحديث: 18/05/2016 الساعة: 11:48 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لفت انتباهي حالة القبول الشديدة التي حظي بها خطاب السيسي الاخير ، فقد تسابق الاسرائيليون والفلسطينيون على الترحيب بخطاب السيسي وهي حالة نادرة لا نراها كل يوم . كما أشاد الرسميون والشعبيون بدعوة الرئيس السيسي " لا غتنام فرصة السلام " وصولا الى النائب محمد دحلان الذي سارع لاصدار بيان يؤيد فيه ما ورد في الخطاب .
هذا على صعيد النخبة ، اما المواطن فلم يفهم بعد ، اشارات الجسد التي يقوم بها القادة في المنطقة ، مثل رفض نتانياهو للمبادرة الفرنسية ، واصرار الرئيس الفرنسي على مبادرته ، وتأييد جون كيري له ، ودعوة زعيم المعارضة الاسرائيلي هيرتسوغ لانتهاز " الفرصة النادرة " اقليميا !! وتمسك الرئيس ابو مازن بمؤتمر دولي !! وعودة السعودية للحديث عن المبادرة العربية التي رفضها شارون ! وتأكيد ابو مرزوق من حماس على ان الحوار الوطني الذي دعت اليه قطر يسير في الاتجاه الصحيح ! وكلمة النائب الزهار التي سخر فيها من الزعيم عرفات ! وغير ذلك كثير . المواطن لم يفهم شيئا وربما يصعب القول ان الصحافيين والمحللين فهموا شيئا .
المواطن العربي ظن قبل سنتين ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قادر على حل مشاكل العالم العربي ، من سوريا الى العراق الى اليمن وفلسطين وليبيا وحتى حدود مالي . ولكن الرئيس المصري استثمر معظم وقته الماضي في المشاكل الداخلية في مصر وأعطى مقود القيادة العربية الى الملك السعودي ، والملك السعودي انشغل هو الاخر في حرب اليمن .
لدينا اسئلة بلا اجابات ، وفي احيان اخر لدينا اجابات بلا أسئلة .
هل أراد الرئيس السيسي العودة لقيادة السفينة العربية لا سيما دفة الصراع العربي الاسرائيلي ؟ هل جاء هذا الخطاب بالتوافق مع السعودية ام لا ؟ هل هناك اي اتفاق غير معلن بين مصر والقيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى ؟
رحب الجميع بخطاب السيسي ، ويدور الحديث عن زيارة مرتقبة لرئيس وزراء اسرائيل نتانياهو وزعيم المعارضة هيرتسوغ الى القاهرة خلال الايام القادمة للبحث عن حل للصراع .فهل هناك ضمانات دولية ؟ وهل ضمنت القيادة الفلسطينية حل يضمن كرامة المواطن الفلسطيني ولا يرسخ عبودية الشعب تحت نير الاحتلال .
هل يمكن للمواطن من غزة ان يركب سيارته ويسير بها حتى القاهرة دون اي ازعاج ؟
هل يمكن للمواطن من القدس ان يركب سيارته ويسير حتى مكة ويؤدي شعائر العمرة ويعود دون ازعاج ؟
هذا هو السلام الحقيقي , وليس اي كلام اّخر وان كانت نهايته " بالروح بالدم نفديك با فلسطين " .
لا نريد هتافات بالروح بالدم ، نريد أولا ان نسافر الى العواصم العربية من دون ان يوقفنا اي جهاز مخابرات اسرائيلي او عربي .