نشر بتاريخ: 21/05/2016 ( آخر تحديث: 21/05/2016 الساعة: 17:32 )
الكاتب: د. دلال عريقات
بقلم: د. دلال عريقات
استفزني مشهد الأعلام البيضاء والزرقاء ترفرف على أطراف الشوارع الواصلة بين المدن الفلسطينية من الشمال الى الجنوب! مشهد ديالكتيكي بامتياز فدولة الاحتلال تحتفل بالذكرى ال 68 لقيامها فيما نحن في الطرف المجاور نبكي قرانا وبيوتنا والأهم ذكريات 700000 فلسطينين تجسد اليوم امال لملايين من نسلهم بالعودة!
بالمقابل أعجبني مشهد الشموع والمفاتيح الفلسطينية، فنحن لن ننسى ماضينا و سنقص حكايات أجدادنا لأولادنا وأحفادنا غير ناسيين أن نكباتنا كثيرة؛ فالوضع الراهن اليوم مرتبط ارتباط وثيق بذاك الوقت المشؤوم.
الاحتلال هو أكبر مصائبنا، الاحتلال هو الشعور الأكثر لؤما وألمآ، ولكن اسمحوا لي أن أقول اليوم:
كفانا بكاء،،،كفانا بكاء،،،كفانا ظهورا بصورة الضحية،،،كفانا !!
نحن شعب الارض التي خرج من رحمها محمود درويش، نحن شعب ادوارد سعيد، نحن شعب حنان الحروب، نحن شعب محمد عساف، نحن شعب التريو جبران، نحن شعب تؤام غزة الرياضي، نحن شعب هاني أبو أسعد، نحن شعب ريم البنّا، نحن شعب عائشة عودة، نحن شعب عصام النمر، نحن شعب ناجي العلي، نحن شعب كنفاني والقاسم وياسر عرفات وغيرهم الكثير الكثير من المبدعين في الأدب والفن والرياضة والعلم والتكنولوجيا.
أكرر هنا الاحتلال اكبر وأسوأ مصائبنا ولكن باستطاعتنا العمل بأنفسنا ولأنفسنا؛ أكد باراك اوباما في مقابلة مطولة مع مجلة أتلانتيك Atlantic أن منطقة الشرق الأوسط ثانوية بالنسبة لإستراتيجية الولايات المتحدة الامريكية الخارجية، واعتبر التدخل العسكري في أفغانستان والعراق ثم ليبيا بمثابة أخطاء لن تتكرر ثم أضاف اوباما قائلا: المستقبل بيد الشعوب!
فكرة أن الحل بيد الشعوب تعطينا أملا بالمستقبل. فقد تحولت قضية فلسطين منذ اتفاق الفرنسي جورج بيكو والإنجليزي مارك سايكس ١٩١٦ ثم وعد بلفور الشهير ١٩١٧ من قضية جيواستراتيجية وأطماع أجنبية في المنطقة إلى قضية أرض وهوية وحقوق شرعية! ١٠٠ عام مرت منذ هذا الاتفاق الشهير، هذا التحول في التعامل مع القضية يدعونا لإعادة النظر في خياراتنا؛ ويؤكد آلين جريش الصحفي الفرنسي المعروف أن ما يحصل اليوم في منطقة الشرق الأوسط ما هو إلا سايكس بيكو جديد. لا يخفى علينا كفلسطينين تراجع أهمية القضية الفلسطينية في السنوات الاخيرة مع تفاقم وتعدد الأزمات الإنسانية في المنطقة التي أدت إلى تشتت الجهود وانشغال كل دولة بصراعاتها فبراغماتية الدول ومصالحها هي التي تحدد مسارها وتحالفاتها فالدول نهاية عبيد لمصالحها.
باستطاعتنا الان وعلى كل المستويات ان نخاطب قلوب وعقول الملايين لا بد للدبلوماسية المتعددة الأطراف والمسارات أن تهيمن على المشهد السياسي الفلسطيني، فبعد إنهاء الانقسام الداخلي الذي يشكل أحد مصائبنا بعد النكبة لا بد لنا من توظيف الإنجازات الفنية والعلمية والرياضية والأدبية ضمن محور الدبلوماسية العامة ودبلوماسية الاعلام وعلينا بلورة استراتيجية دبلوماسية ذات مصداقية في عيون المواطن الفلسطينين تسير بالتوازي مع قيم ومبادئ التحرر والصمود على هذه الأرض.