نشر بتاريخ: 22/05/2016 ( آخر تحديث: 22/05/2016 الساعة: 15:10 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
شهدت الخارطة السياسية في الكيان الصهيوني الكثير من التطورات السياسية والدراماتيكية المهمة، واشتملت على تعرجات وأمواج سياسية وتقلبات قد تعصف برئيس الوزراء الصهيوني " نتنياهو" وحكومته العنصرية، حيث يتلقى " نتنياهو" بين الفينة والأخرى ضربات جديدة فهو لم يفق بعد من الانتقادات السياسية اللاذعة والشديدة بسبب التقرير (الإسرائيلي ) السري عن الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة الذي أظهر إخفاقات كبيرة في الحرب، ووصفت القناة العبرية الثانية التقرير بالقنبلة السياسية في حالة نشره على وسائل الإعلام، وأن وقعه على الجمهور - لو نشر- سيكون أشد من تقرير لجنة ( فينوغراد) الذي نشر بعد حرب لبنان، حيث يتحدث التقرير عن خلل كبير في أداء الجيش الصهيوني؛ لذلك يسعى " نتنياهو" لمواجهة هذه الانتقادات الكبيرة من السياسية والمجتمع الصهيوني الذي ينتظر منه تحقيق الأمن وسط مواصلة انتفاضة القدس ومواصلة عمليات طعن الجنود الصهاينة وقطان المستوطنين في شوارع وأزقة القدس المحتلة.
وفي كل مرة يحاول " نتنياهو" الهروب من الإحباط واليأس الذي يعيشه وإطلاق مفاجآت سياسية، وقلب الطاولة على المعارضين له في الكيان، فقد ألقى بقنبلة سياسية جديدة في قلب المشهد السياسي (الإسرائيلي ) عندما قام بتعين (أفيغدور ليبرمان) رئيس حزب (إسرائيل بيتنا) وزيرا للدفاع وقام بعزل الوزير السابق (يعلون) وذلك لانتقاداته الكثير لـــ (نتنياهو) والمحاولة للسيطرة على الجيش وإبعاد سيطرة (نتنياهو) على الجيش، وخرج الخلاف بين الشخصين عن الصمت إلى العلن وأنهى " نتنياهو" حياة يعلون السياسة والعسكرية .
إن تصرف " نتنياهو" الأهوج في ضم (ليبرمان) إلى حكومته سيلقي بتأثيراته السلبية الخطيرة على المرحلة القادمة، ويؤكد على النظرة الدموية الإرهابية لحكومة (نتنياهو) العنصرية واستمرارها في جرائمها التدميرية بحق شعبنا الفلسطيني، في ظل مواصلة بناء المئات من الوحدات الاستيطانية مواصلة تهويد القدس والمسجد الأقصى .
إن المراقبين العسكريين الصهاينة اعتبروا دخول (ليبرمان) الحكومة خرقا من الجنون، وهوسا سياسيا فاضحا ، خاصة إن (ليبرمان) سيء الصيت والسمة يعتبر من أكثر المتطرفين، والداعين مرارا إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتسويته بالأرض والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية.
ويرى كاتب السطور إن الخارطة السياسية التي تتشكل في الكيان الصهيوني، وتعيين (ليبرمان) وزيرا للدفاع ؛ تعبر عن الرغبة في مواصلة الجرائم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وربما الاستعدادات لشن حرب دموية جديدة على قطاع غزة، في ضوء التهديدات الجديدة التي يطلقها بين الفينة والأخرى وزير الدفاع الصهيوني الجديد ليبرمان لاغتيال رموز المقاومة الفلسطينية، بل إن هناك اتفاق بين (نتنياهو) ووزير الجديد (ليبرمان) على فرض عقوبة الإعدام على المقاومين الفلسطينيين، الذين يصفهم الإعلام العبري بــــ (المخربين) ، و سيتم تعديل الأوامر العسكرية التي ينظم عمل المحاكم الصهيونية، كما يقضي التعديل بالاكتفاء بتصويت قاضيين على عقوبة الإعدام حتى يتم فرضها على المقاومين الفلسطينيين بدلا من ثلاثة قضاة كما هو الحال حاليا.
إن النوايا الإرهابية السيئة التي يحملها (ليبرمان) ستدعم جيش الاحتلال بتنفيذ المزيد من الجرائم القتل والتدمير وعمليات الحرق بحق الفلسطينيين بعيدا عن مصطلحات أخلاقيات الجيش و(طهارة السلاح).
وقبل أيام أعرب " نتنياهو" وعدد كبير من المسؤولين الصهاينة عن غضبهم الشديد من الخطاب (المزعج ) لنائب رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال اللواء ( يائير جولان) في احتفال الصهاينة فيما يسمى (عيد الاستقلال) والذي تطرق فيه للحديث عن ( محرقة اليهود ) " الهولوكوست" حيث شبه " جولان" الصهاينة بالنازيين، وتحدث خلال كلمته عن ما تمسى (الهولوكوست) قائلا " شيء مفزع أن نرى التطورات التي حدثت في أوروبا في الماضي أمام أعيننا هنا اليوم في (إسرائيل) في عام 2016 ".
وقد قال " جولان" كلام خطير في خطابه أن الاعتراف بالعمليات المقززة التي حدثت في أوروبا بشكل عام، وخصوصا في ألمانيا، قبل 70 أو 80 أو 90 عاما، والعثور على مؤشرات منها بيننا اليوم في عام 2016م، وأن الاستخدام غير السليم للأسلحة وانتهاك حرمة السلاح قد تغلغلت في الجيش (الإسرائيلي) منذ تأسيسه.
إن ما قاله اللواء " جولان" هو عين الحقيقة عن جيش الاحتلال، وهو التوصيف الدقيق للممارسات جيش الاحتلال على الأرض، ومواصلة عمليات القتل خارج القانون وعلى مرأى ومسمع العالم، كما تشهد المؤسسة العسكرية في الكيان تدهورا أخلاقيا وفسادا كبيرا على كافة المستويات، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على شعبنا الفلسطيني .
إذا نحن أمام مرحلة جديدة وخطيرة تؤكد على النهج الدموي للحكومة الصهيونية في تعاملها مع الفلسطينيين، وتثبت أن المسؤولين الصهاينة كلهم سواء في حربهم مع الفلسطينيين، بل ويتم ترقية المسؤول الصهيوني عندما يكون رصيده كبير من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، لذا فإن آخر ما يفكر به عدونا هو الحديث عن أخلاقيات الجيش والعمل العسكري.