نشر بتاريخ: 25/05/2016 ( آخر تحديث: 25/05/2016 الساعة: 10:46 )
الكاتب: د.مصطفى البرغوثي
كي نفهم سبب الحاجة الى استراتيجية وطنيةجديدة ، وماهية مكوناتها لا بد ان نطرح السؤال الأساسي:
بماذا نجح الاسرائيليون والحركة الصهيونية خلال العقود الماضية؟
وبماذا فشلوا؟
لقد نجحت الحركة الصهيونية في بناء قوة عسكرية نووية واقتصادية وعلمية هي الأكبر في المنطقة.
ونجحوا في إلحاق الهزيمة بالجيوش العربية الرسمية أكثر من مرة.
ونجحوا في إحتلال كل أرض فلسطين بالقوة العسكرية والارهاب.
واستطاعوا ان يجندوا الى جانبهم القوى الاستعمارية من خلال جعل أنفسهم جزءاً من المشروع الإستعماري.
وبنوا اللوبي الأكثر فاعلية في الولايات المتحدة وأكثر من بلد أوروبي.
ولكنهم فشلوا في عدة أمــور :-
- أولا فشلوا في تصفية القضية الفلسطينية.
- وفشلوا في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
- وفشلوا في ترحيل من صمد من الفلسطينيين على أرض وطنه.
- وفشلوا في وقف تصاعد التفهم والتضامن الدولي – خاصة على الصعيد الشعبي – مع الشعب الفلسطيني.
- وفشلوا في تحقيق حلمهم بجعل اللاجئين الفلسطينيين ينسون وطنهم أو يتخلوا عن حق العودة.
واذ حققت الحركة الصهيونية انتصاراً جغرافياً فانها خلقت كارثة ديموغرافية بالنسبة لمشروعها.
واليوم يتعادل الفلسطينيون واليهود الاسرائيليون على ارض فلسطين التاريخية عدداً، وتعيش اسرائيل معضلة لا فكاك منها:
إما أن تقبل بدولة فلسطينية مستقلة و ذات سيادة حقيقية.
أو ان تبقي الاحتلال ونظام الابارتهايد والتمييز العنصري... ليفضي في النهاية الى حل الدولة الديموقراطية الواحدة التي لن تكون ولا يمكن ان تكون دولة يهودية.
كل إجراءات الاحتلال.... من الحروب التي شنوها على الفلسطينيين في فلسطين والأردن ولبنان والضفة والقطاع وكل انحاء العالم....الى خديعة أوسلو والمفاوضات التي لا نهاية لها... الى الاتفاقيات مع بعض الدول العربية، لم تحقق لهم سوى كسب الوقت... وتأجيل النهاية المحتومة...ولكن الى متى؟
هم يعرفون أنهم يسيرون ضد مسيرة التاريخ الطبيعيــة.
وأنهم لن يحققوا هدفهم الا اذا رضخ الفلسطينيون وتشرذموا وانقسموا واحبطوا وانعدمت قدرتهم على التخطيط المبادر والفعل الايجابي.
ويعرفون أن سرقتهم للارض و استعمارهم لها لن تشرع الا بتنازل الفلسطينيين عنها.
ولذلك ينصب اهتمامهم اليوم على تقسيم الفلسطينيين وشرذمتهم وتجزئتهم وبث الشعور بالاحباط واليأس وانعدام الهدف الجامع في صفوفهم.
ولذلك ابتدعوا لعبة اوسلو كي ينهمك الفلسطينيون بالصراع مع بعضهم على سلطة بلا سلطة تحت الاحتلال، وينشغلوا عن صراعهم الرئيسي ضد الاحتلال، والابارتهايد، ومن اجل الحرية الحقيقيـة.
وكل ذلك يقودنا الى البحث في الاستراتيجية البديلة المطلوبة للنضال من أجل الحرية.