نشر بتاريخ: 29/05/2016 ( آخر تحديث: 29/05/2016 الساعة: 10:46 )
الكاتب: خالد معالي
في ظل تقلب الأحداث المتسارعة؛ التي جعلت الولدان شيبا؛ ولي عنق الحقيقة؛ وسياسة اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الجمهور؛ كما نادى "هوبز"؛ وقلب الحقائق الفظ والموجع؛ الذي تمر به الحالة الفلسطينية؛ راح الاحتلال يفسر للعالم – مستخفا به - وحتى لمن يعترض من الفلسطينيين على مواصلة عمليات الاستيطان واستنزاف أراضي الضفة الغربية؛ بان التوسع الاستيطاني يعمل على تطوير وازدهار الفلسطينيين.
لو توقف الأمر عن دعاية الاحتلال ومزاعمه؛ لكان أمرا يمكن مواجهته والرد عليه ودحضه بكل بساطة؛ ولكن أن تنبري قلة قليلة، وليست من كيان الاحتلال بترويج ما يزعمه الاحتلال؛ فهذه هي الضامة الكبرى، لان أصل العلاقة تاريخيا مع الاحتلال هي إزالته ومقاومته؛ لا التعايش معه؛ والبحث عن تبريرات لذلك؛ من قبيل اختلال موازين القوى.
نيابة الاحتلال؛ ردت قبل أيام على اعتراض أصحاب الأراضي المقدسيين من صور باهر وجبل المكبر؛ التي أقيمت فوق أراضيهم اكبر مستوطنات الضفة الغربية وهي " معاليه ادوميم"؛ بان بناء المستوطنة والمصانع التي فيها؛ تساهم في رفع وتحسين معيشة الفلسطينيين وازدهارهم، عبر عملهم في المصانع، وارتفاع دخلهم وناتجهم.
ما زعمته نيابة الاحتلال هو كذب بواح؛ فما يجهله المولعون بإمكانية التعايش مع الاحتلال ومغتصبي الأرض؛ أن الميزان التجاري للفلسطينيين؛ كان لصالحهم قبل مجيء الاحتلال عام 48؛ وان البرتقال اليافاوي والحبوب وزيت الزيتون؛ وغيره الكثير من المنتوجات الزراعية والصناعية الخفيفة مثل الصابون النابلسي؛ كان يغزو أسواق العالم بلا منافس؛ ويدر دخلا وفيرا على الشعب الفلسطيني؛ الكل كان ينعم به.
عن أي ازدهار يتحدث الاحتلال؟! فكيانهم ما هو إلا عبارة عن "نمر من ورق"؛ ولولا المساعدات الغربية والأمريكية الهائلة ، لما قامت لها قيامة، فهي لم تستطع فعل شيء مع قلة مؤمنة في غزة عام 2014؛ قصفتها لأكثر من 50 يوما بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، خاصة سلاح الطيران الذي ركع عدة دول عربية خلال ستة أيام واحتل أراضيها جهارا نهارا، وما زال يعربد على المشبعين بثقافة الهزيمة.
لو بحثنا عن أسباب فقر الفلسطينيين؛ لكان بكل بساطة هو الاحتلال؛ الذي نهب أخصب الأراضي، ودمر الاقتصاد الفلسطيني لصالح اقتصاده، وترك المزارعين بلا أراضي وأجبرهم بالقوة وبطريقة ذكية على العمل في مصانع المستوطنات والداخل المحتل.
عبر التاريخ؛ كان المستعمر والمحتل الغاصب؛ يشن حرب نفسية متقنة تقوم على أسس علمية؛ يوهم فيها من يقوم باحتلالهم أنهم اقل منه شأنا وقدرة وقوة، ولا طائل من مقاومته؛ كي يواصل احتلالهم واستنزاف خيراتهم ومقدراتهم، واستعبادهم أطول فترة ممكنة؛ عدا عن سياسة فرق تسد؛ التي وللأسف أتقنها الاحتلال بشكل جيد في حالتنا الفلسطينية؛ فترى المناكفات وتصيد العثرات وقلب الحقائق وكلام السوء، وإهدار الطاقات؛ هو الشغل الشاغل لقلة بعينها تعمل على تأجيج وتوتير الساحة الداخلية الفلسطينية التي أصلا؛ فيها ما يكفيها؛ وهو ما يسعد "نتناهو" و"ليبرمان" المتعطش للدماء، ومستلم حقيبة الجيش حديثا.
الاحتلال أصل كل الشرور، وجلب معه أيضا أنواع مختلفة من الشرور، ومغناطيس الاحتلال سيفقد قوة جذبه عاجلا أم آجلا؛ ويترك خلفه ضعفاء الشخصية والمهزومين نفسيا، ومن تشبعوا بثقافة فكر الهزيمة.
لماذا يعيب البعض على الفلسطينيين مقاومتهم للاحتلال! مع أن القانون الدولي الإنساني وكافة القوانين والشرائع الدولية؛ تسمح بمقاومة الاحتلال بكل أنواع المقاومة، ومع أن قادة من الكيان وجيش الاحتلال قالوا وصرحوا؛ بأنهم لو كانوا فلسطينيين؛ لحملوا وامتشقوا السلاح !