نشر بتاريخ: 31/05/2016 ( آخر تحديث: 31/05/2016 الساعة: 12:17 )
الكاتب: تمارا حداد
تحرك سويسري في ملف المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس في ظل انقسام دام 9 سنوات ، ها هو السفير السويسري بول غارنييه يبحث آليات لحل مشكلة الانقسام بين الحركتين وحل ملف الموظفين والذي هو اكبر ملف عائق للمصالحة الفلسطينية ، وحل مشاكل اعادة الاعمار ورفع الحصار والمعابر والانتخابات التشريعية والرئاسية . فهل هذا التحرك سيؤتي بنتائج رغم ان هذا التحرك السويسري طرح في تشرين الاول 2014 فهل التحرك السويسري في 2016 سيلقي بظلال بيضاء على المصالحة ؟
فتح وحماس من اكبر الفصائل ولكن كل فصيل يضم برنامجا مختلفا عن الآخر والبرنامجين كخطين متوازيين لا يلتقيان في أي نقطة مهما امتدا طولهما فمهما كانت المصالحة فهل سيلتقيان البرنامجين في نقطة واحدة وبالرغم من اختلاف الممولين لهاتين الحركتين .
الشعب الفلسطيني يترقب تلك المحادثات والجولات التي ستحدث في حياة المصالحة الفلسطينية رغم الحفر والفجوات التي تكالبت عليها . فالانقسام كان من اكبر المصائب على الشعب الفلسطيني ففتك بوحدته وأطاح برايته ودبت الفرقة وعمق الحزبية وشتت اشلاء الشعب الفلسطيني وأشلاء الارض الفلسطينية جراء استمرار الاستيطان .
فأصبح الانقسام كبؤرة بركانية لا تنفجر إلا على ابناء الشعب الفلسطيني ليحترق برمادها ونيرانها ، فزاد الحصار على غزة والفقر والبطالة والشارع الفلسطيني يعيش حالة من الاحباط لأنه اصبح يعلم ان المحاولات لإنهاء الانقسام اصبح صوريا وشكليا لا يؤتي بثمار بل اتى بظلال سوداء على مجمل ساحات العقل الاجتماعي والسياسي وأزاح المشروع الوطني باتجاهين متعاكسين . فوجود شأن داخلي متوتر جعل الحالة السياسية للقضية الفلسطينية في موت سريري تحتاج الحالة الى غرفة انعاش لإنعاش القضية وإنهاء الانقسام فهل محطة سويسرا هل الحل ؟؟
في ظل حكومة يمينية بقيادة نتنياهو والمشهور بشعار انا اقاتل اذن انا موجود ومهندس التطهير العرقي هل سيرضى بان تتم المصالحة ؟ بالطبع لن يرضى بذلك وسيلجأ الى اقناع ممولي الحركتين لوقف التمويل ولن تتم المصالحة . فالمصالحة تحتاج الى اجندة حقيقية ووطنية لمصلحة الشعب الفلسطيني وليس مصلحة هذا وذاك .
تحتاج المصالحة استراتيجية موحدة وبرنامج موحد ذو رؤية لمصلحة المواطنين وإبراز السيادة الشعبية والمشاركة الجماهيرية الواسعة وإنهاء سيادة الاحزاب والأفراد وان ينظروا اصحاب الحركتين بعين الرحمة والرأفة الى الشعب الفلسطيني وان لا يجعلوه كرة ترمى بين هذا وذاك ، وان ينظروا الى ابعد من انوفهم ويتجاوزا اخمص اقدامهم .
فإعادة بناء النظام السياسي لتحقيق الوحدة والتي هي امل الشعب الفلسطيني والذي بات يحلم بإنهاء هذا الشرذمة والفرقة ، فالاتحاد بين فتح وحماس مصدر داعم للشعب الفلسطيني ليصل الى مبتغاه وهو دولة فلسطينية حرة وعاصمتها القدس الشريف . فهل العناد بين الحركتين سيزولان عند محطة سويسرا ؟؟