الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قانون اعدام الاسرى ... الفاشيون هنا

نشر بتاريخ: 31/05/2016 ( آخر تحديث: 31/05/2016 الساعة: 11:44 )

الكاتب: عيسى قراقع

ليس الفلسطينيون من يقول ذلك، وانما قادة واركان الحرب و المثقفون والكتاب في اسرائيل الذين اعلنوا ان اسرائيل دولة فاشية ودولة ابرتهايد عنصرية، وان موجة التطرف والعدائية ترتفع في دولة اسرائيل .

موشيه يعلون وزير الدفاع السابق قال ان الاسرائيليين في عهد حكومة نتنياهو فقدوا بوصلة الاخلاق، وان هذه الحكومة هي حكومة الجنون كما قال زعيم المعارضة الاسرائيلية اسحق هرتصوغ، بينما شن باراك هجوما حادا على حكومة اسرائيل معتبرا ان براعم الفاشية انتقلت الى اسرائيل ، وان هذه حقبة ستشكل عارا في العالم، مقارنا ما يجري في اسرائيل بالفاشية التي سادت اوروبا في القرون الماضية.

العلم الاسود ، والذي يرفرف فوق سلوكيات الجيش الاسرائيلي رفعه نائب رئيس اركان الجيس نفسه (يائير جولان)، وهو يدعو الى فحص الضمير الوطني في اسرائيل على ضوء عمليات الاعدام الميدانية التعسفية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي بحق الفلسطينيين ، وقد وصفها بانها اعمال مقززة تشبه ما حدث في اوروبا وخاصة في العهد النازي، حيث ارتكبت هناك محرقة ، وترتكب هنا محرقة بحق الفلسطينيين.

لقد اكمل الفاشيون الاسرائيليون سيطرتهم على المؤسسات الرسمية والمدنية والدينية في اسرائيل، بانضمام المتطرف ليبرمان الى الحكومة الاسرائيلية وتسلمه حقيبة وزارة الدفاع، حاملا مشروع مقصلة متمثلا بقانون اعدام الاسرى الذي سبق ان طرح على الكنيست الاسرائيلي يوم 1/6/2015 وأيدته وزيرة العدل الاسرائيلي شاكيد.

ليبرمان يتمنى دائما في تصريحاته ان يخنق الاسرى في البحر الميت ، وقد حول الكنيست الاسرائيلي مع مجموعة من المتطرفين الى ورشة عمل لسن القوانين العنصرية ضد الاسرى والتي زاد عددها عن 15 قانونا ومشروع قانون، معلنة حكومة اسرائيل المتطرفة حربا على حقوق الاسرى وكرامتهم الانسانية.

ان اعدام الاسرى مستمر كمنهجية منذ عام 1967، سواء اعدام اسرى ميدانيا بدل اعتقالهم، أو من خلال سياسة الاغتيالات ، او اعدام اسرى خلال قمعهم بالسجون او باستخدام وسائل التعذيب، وان حكم الاعدام قائم في اسرائيل وقوانينها منذ نشوئها.

الفاشيون هنا، مادامت مجموعة متطرفة وزاعقة في الحكومة الاسرائيلية وفي الكنيست الاسرائيلي هي من تقرر للشعب الاسرائيلي ما هو الحرام والحلال، تحركها غرائز السيطرة والعدائية وتصفية الآخر، وتتحدى المجتمع الدولي والعدالة الانسانية، يعيش وزير دفاعها في مستوطنة، وقد تحول الجيش الاسرائيلي الى قطاع بهيمي، يقوم يتفريغ بندقية كاملة على فتاة تبلغ من العمر 12 عاما كانت تحمل مقصا.

الفاشيون هنا، وهم من البسوا بدلة الاعدام الحمراء للاسير كريم يونس قبل 34 عاما، وهم من اعدموا عبد الفتاح الشريف علنا في الخليل وتعانقوا وتصافحوا مع المستوطنين فخرا بالجريمة، وهم من اختطفوا الطفل محمد ابو خضير واحرقوه حيا، وهم من احرق عائلة دوابشة ، ولا زالوا يصطادون الفتيان والفتيات على الحواجز العسكرية.

الفاشيون هنا، الخطر على الامن والاستقرار في العالم، الخطر على القيم والاخلاق الكونية، الخطر على السلام والقانون الدولي والثقافة والعدالة الانسانية ، يعتقلون الاطفال القاصرين ، يعذبونهم ويحاكمونهم محاكمات جائرة ، يزرعون الموت والامراض في صفوف الاسرى، ويمارسون الاعتقال الاداري بطريقة تعسفية بحق المئات من المعتقلين ، متسلطين على مصيرهم بقانون التغذية القسرية والملفات السرية والعنجهية ونوازع الانتقام.

الفاشيون هنا، يتصرفون كأن اسرائيل ليست دولة محتلة، ينزعون الشرعية القانونية عن الشعب الفلسطيني كشعب محتل، وعن الاسرى كمقاتلين قانونيين ، ناضلوا وضحّوا من اجل الحرية والاستقلال، تطبق عليهم قوانين الحرب الاسرائيلية، ومجردين من إنسانيتهم ومن هويتهم ومن حقهم بالحرية والسلام.

الفاشيون هنا، في الكتب والمناهج التعليمية الاسرائيلية المليئة بالتحريض على الفلسطينيين ، في المحكمة العليا الاسرائيلية التي يقودها مستوطن، في الهجوم على مؤسسات وجمعيات حقوق الانسان في اسرائيل واعتبارهم مدسوسين، وبروز سمات نظام الحكم الفاشي من خلال النزعة القومية المتطرفة، استهتار بقيمة حقوق الانسان، نزعة عسكرة طاغية، وسائل اعلام مجندة ومهيمن عليها، هوس الامن المستشري، قمع الحريات الاكاديمية، بروز ديكتاتورية الحزب الواحد في اسرائيل.

الفاشيون هنا، لأن الجندي القاتل اصبح بطلا قوميا، ومن قام بإعدام الاسرى على مدار كافة السنوات السابقة لازال يفتخر بطهارة السلاح ويدّعي الديمقراطية، وقد بدأت الفاشية تفكك المجتمع الاسرائيلي، وتضعه امام العالم عاريا.

الفاشيون هنا، يسكنون في المعبد الصهيوني، يشكلون ذاكرة مزورة للمكان والزمان، يطورون الاحتلال الى كولونيالية ومعها عملية ابرتهايد زاحفة باتجاه جميع الاماكن تحت سيطرة اسرائيل بين البحر والنهر وامام الانظار.

الفاشيون هنا ، يقيمون اعراس الدم فوق جثث الضحايا ، ويحتفلون ويرقصون كلما سقط فلسطيني، مما جعل يوفال ديسكن رئيس الشاباك السابق يتنبأ بنهاية دولة اسرائيل التي تقدس الموت، وتقيم له طقوسا دون خجل او مواربة.

الفاشيون هنا ، ما دامت دولة المستوطنين الارهابيين تمتد وترتكب جرائم كراهية وتتصرف كنازية جديدة كما قال الاديب الاسرائيلي عاموس عوز، يقودها زعيم يتبنى ايديولوجية فاشية.

الفاشيون هنا، قالها المرحوم الشاعر سميح القاسم منذ زمن بعيد:
لن يسمع القناص اغنيتي
ولن يرضى بغير فمي ملاذا للرصاصة
هوذا هناك
وراء نافذة محطمة
يسدد حزنه الوحشي صوب ضراعتي
يمتد في منظاره شرها
ويوغل في جراح ضحية اخرى
أراه هناك مصعوقا
يحاول ان يصادف في دم القتلى خلاصه