السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت

نشر بتاريخ: 02/06/2016 ( آخر تحديث: 02/06/2016 الساعة: 15:29 )

الكاتب: مصطفى ابراهيم

قبل ايام مرت ذكرى النكبة الـ 86، ويومين ستحل ايام ذكرى النكسة هزيمة العرب في 1967، نحو خمسين عاما على وقوعها وعلى قيام الثورة الفلسطينية، ما الذي تغير في حياة الفلسطينيين، وما الجديد؟ لا يزالوا يبحثوا في تفاصيل حياتهم وإجترار نفس التجربة والخطابات والشعارات والبرامج السياسية التي عفى عليها الزمن، والركض خلف خيار ما يسمى العملية السياسية وحل الدولتين، والمقارنة بين نفتالي بينيت وموشي يعالون وافيغدور ليبرمان ومن منهم اشد تطرفا. بينيت وليبرمان كما جاء في بيان وزارة الخارجية الفلسطينية وتحذيرها من تداعيات سيطرة اليمين واليمين المتطرف على الأعصاب الرئيسة لدولة الاحتلال، وتأثيرات ذلك على القضية الفلسطينية، والجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إحياء عملية السلام والمفاوضات على أسس جدية ومعقولة. هذا غير معقول! ومتى لم تكن الحكومات المتعاقبة غير يمينية ونتانياهو يحكم منذ سبع سنوات متتالية! ألم يدرك بعد الفلسطينيين أن نتانياهو وعصابته غير مؤمنين بأي حل وان أوسلو قضى عليها منذ زمن، ونتانياهو الاكثر من بينهم بثا للكراهية والأشد تطرفا وفاشية.

قيادة وفصائل ونخب سياسية تعيش خارج الزمان والمكان ولم تدرك حتى اليوم أنها تقادمت وفشلت، وما زالت تبيع الوهم للناس، ولم تجرؤ على فتح حوار ونقاش ومراجعة نقدية حقيقة للخروج من التوهان والشتات والنكبات السياسية والمعيشية ومتمسكة ببرامجها ورؤيتها وتعيش في عزلة عن ما يدور حولها من تطورات وتعتقد ان فلسطين هي مركز الكون.

جميعهم حولوا حياتنا وقضيتنا كما يجري مع معبر رفح إلى ممرات انسانية وخلافات سياسية حزبية مقيته، حتى انها لا ترقى لهذا التعريف وشروطه. القيادة وبعض الفصائل تسابقت في نسب الفضل لها في فتح معبر رفح لأربعة أيام. في حين ان ما يجري على معبر رفح واغلاقه المستمر قد يرقي الى جريمة حرب لمساهمته في الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم تمتع الغزيين في حقهم بالسفر بحرية وتأثير ذلك على مجمل الحقوق كالحق في الحياة والتعليم والعمل والصحة وغيرها. بالإضافة الى تصنيف المسافرين وما يسمى التنسيقات والمحسوبية والرشاوى والفساد والاذلال والحط من الكرامة.
وهذا ينطبق على معبر بين حانون ايرز وعدم القدرة على السفر إلى الاردن وشرط عدم الممانعة، والوسطات والمحسوبيات، وتصنيف الفلسطينيين الجيد المسموح له بالسفر وغير الجيد كما تصنفهم اسرائيل ان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت.

مستمرون في جدل وسجال حول قضايا الاعدام والإنتحار والفقر والتنسيق الامني والاعتقال السياسي واتهام الصحافيين والمجتمع المدني والمؤامرات بالتمويل، ولم يجرؤ أي من الطبقة السياسية على توجيه رسالة أو نقد أو حتى مناشدة للسلطات المصرية والاردنية بفتح المعابر والتعامل مع قضيتنا كقضية سياسية وليست انسانية ويتم تقديم التسهيلات حسب المزاج وحسب الرضا، ومع ذلك نتعرض للإعدام بشكل يومي من قيادتنا وفصائلنا وكأنهم موافقون على ان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت.