الكاتب: عطا الله شاهين
ذات مساء بينما كنتُ أنتظرُ الحافلة كالعادة، شاهدتُ طفلا يبكي ويقول لأمّه لقد وعدتني بأن تشتري لي دراجة، لأنني حصلتُ على معدّلٍ ممتاز في المدرسة، لكن أمّه كانت تصرخ في وجهه وتقول له كفى، أنا فعلا وعدتك، لكن والدك الموظف البسيط لم يقبض مرتبه بعد، فانتظر قليلا، وسأشتري لك الدراجة، كما وعدتكُ، كنتُ حينها أنفثُ دخانَ سيجارتي بعيدا عن الناس، وتذكرتُ في تلك اللحظة بأنني وعدتُ ولدي لكيْ أشتريَ له ثياباً قبل العيد، مع أنه لمْ يبق إلا عدّة أيام، وفي كل يومٍ يأتي ولدي ويقولُ أنتَ كاذبٌ، ها هو العيد سيأتي دون أنْ تشتريَ لي أية ملابس، فقلتُ في ذاتي: مسكين ولدي، فهو لا يعلمُ بأنّني أستدين من الأصدقاء الطيّبين أحيانا، مع أنه في هذا الوقت من الصّعبِ أنْ يجدَ المرء أصدقاء يداينوا الأصدقاء، وبعد لحظات من انتظارٍ مملٍّ أتتْ الحافلة المليئة بالرُّكاب كعادتها، فصعدتُ وأنا أقول في ذاتي ماذا سأقول الآن لولدي الذي ينتظرُ مني ثيابا جديدة؟ سأحاول مثل كل مرة إفاهمه بأنّ الراتب تأخّر، لكن سأشتري له الثّياب غدا، فبعد غدٍ سيكون العيد..