نشر بتاريخ: 07/06/2016 ( آخر تحديث: 07/06/2016 الساعة: 12:45 )
الكاتب: عطا الله شاهين
إن الحسم في حلب سيغير كل شيء ولكن الحسم ما زال صعبا في مدينة كبيرة تكثف فيها الصراعات الداخلية والإقليمية والدولية، وكما هو والصراع الدائر الذي نراه الآن فيها محتدم لم يقترب بعد من الحسم، في تقدم لقوات النظام وتراجع وتقدم للمعارضة في حرب شرسة لم تشهد مناطق سوريا مثلها من قبل.
ففي حلب ومحيطها الكثير من الدول ما زالت تدافع عن نفسها بكل الوسائل إن كانت بطرق دبلوماسية أو عن طريق دعم المعارضة أو دعم النظام، ولا شك بأن الصراع في حلب سيطول بعدما غدت في الآونة الأخيرة ساحة لحربٍ ضروس من دون أن تحسم فيها المعركة الفاصلة، ولا شك بأن مصير النظام والمعارضة السورية يتقرر في حلب.
فالمتتبع للشأن السوري يرى بأن قوى كثيرة تتكدس بالقرب من الحدود التركية، في محاولة من كل قوة السيطرة على حلب كونها موقع استراتيجي، فالحدود الشرقية من سوريا تسيطر عليها داعش كما أن تلك الحدود ، لأنها تختزن كمية كبيرة من الغاز، وهذا تستخدمه داعش في تمويل حربها هناك كما أن أن الأكراد يدافعون عن مناطقهم باستماتة في محاولة لخلق كيان كردي خاص بهم.
فكما هو واضح من الحرب التي ما زالت رحاها تدور في حلب ومحيطها بعدما تم مرات كثيرة خرق الهدنة التي وقعت تحت إشراف دولي مستمرة من قبل الجماعات المسلحة، فلا شك بأن الجماعات المسلحة في حلب تريد بأي ثمن تحقيق انجازات عبر حرب استنزاف طويلة الأمد للضغط من جانبها على سكان حلب، في محاولة لتهجيرهم.
فلغز حلب وحسم معركتها ما زال غامضا لأن الحسم الأخير في حلب يعني أنّ وجه المنطقة بكلّيته سيتأثر، في حين أنّ البطء في خوض معركة الحسم هي من المفترض أن تشكل الناظم الأساسي.
فحتى اللحظة فإن الصراع الدائر في حلب لا تلوح أي علامات لقرب حسمه، لأن كل جماعة مسلحة هناك تريد حسم معركة حلب بكل تأكيد لصالحها ولهذا فالصراع فيها يتعقد ولغز حلب سيبقى هو مفتاح حل الصراع.