الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيفك اليوم؟

نشر بتاريخ: 07/06/2016 ( آخر تحديث: 07/06/2016 الساعة: 12:30 )

الكاتب: فاطمة البشر

سألتكَ مراراً "كيفك اليوم؟" ، وأجبتني مراراً "بخير" . لكنّي عندما كنتُ أسألكَ هذا السؤال ، لم أكُن أريدك أن تجيبني "بخير" ، ولم أكنْ أنتظر أن تقولَ لي "صرتُ أفضل عندما رأيتكِ أو عندما سمعتُ صوتكِ" .

عندما كنتُ أسألكَ "كيفك اليوم؟" لم أكن أقصد أنْ أسألك عن أحوالك العامة. قد تستغرب ، لأنه لربما سألتُ غيركَ السؤال ذاته! سؤالي لهم لم يكن سوى اطمئنان عن حالة اليوم مقارنة بالبارحة.

حينما كنتُ أسألكَ أنت "كيفك اليوم؟" كنتُ أريدكَ أنْ تخبرني تلك التفاصيل التي –أنتَ نفسُك- قد لا تأبه بها!
كنتُ أريدُ أن تخبرني ماذا شعرتَ لحظة استيقاظكَ من نومك ، مَنْ أول من خطر ببالك ، هلْ ابتسمتَ وقتئذٍ ، هل ضحكتَ أم تأفأفت!
كنتُ أريدكَ أن تقول لي ماذا شعرتَ عندما رأيتني -قبل قليل- متجهةً صوبك، عندما صافحتك ، عندما ابتسمتُ لك ، عندما لامستك .
كنتُ أريد أن تخبرني بماذا أحسسْتَ عندما رأيتَ اسمي على هاتفك المحمول، حينما سمعتني أقول لك "مرحبا".

حينما كنتُ أسألك "كيفك اليوم؟" كنتُ أريدكَ أن تروي لي تفاصيل اشتياقك، عن ولهك ، عن كلّ مشاعركَ بين لقائنا هذا ولقائنا السابق، بين اتّصالي هذا واتّصالكَ الفائت...

كنتُ أريدكَ أن تحدثني عن تفاصيل أحاسيسك المتداخلة ، وعنْ مشاعرك المختلطة الراغبة بعودتك طفلاً وأخرى رجلاً ناضجاً أو مراهقاً مشاكساً ...
عن غضبك من أحدهم ، عن شتمه ، كيف هَدَأت ؟ هلْ أخذتَ شهقة أم أطلقتَ زفرة ...
كنت أريدك أن تخبرني عن نظراتك ، وعن تفاصيل عينيكَ في كلّ حالاتك ، عن انفعالاتك ، عن حركاتك ....
كنتُ أريدكَ أنْ تروي لي رواية ، أنْ تحكي لي حلقات مسلسل لا ينتهي ...
ولأنكَ ما عرفتَ مُرادي قبْلاً ، ولأنني أخبرتك ما أريد فِعلاً ، لم يعُدْ لـِ "كيفك اليوم؟" أيّ معنى !