الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ظل غياب رؤية.. هل سيعود الواقع في القدس الى ما كان عليه قبل 67؟!

نشر بتاريخ: 07/06/2016 ( آخر تحديث: 07/06/2016 الساعة: 17:00 )

الكاتب: عدنان غيث

في ظل التصعيد الصهيوني من قبل حكومة الاحتلال تجاه مدينة القدس خاصة والضفة الغربية عامة، هناك بلا شك غياب واضح للرؤيا الاستراتيجية نحو الحفاظ على ما تبقى من مدينة القدس.

فرغم حالة التخبط التي تعيشها حكومة الاحتلال اليوم وخاصة باقناع المعسكر الصهيوني للانضمام الى الائتلاف - الا انه لا يوجد اي أفق نحو تهدئة الاوضاع في المنطقة وخاصة بعد التصريحات التي ادلى بها رئيس البيت اليهودي "بينت" حين قال "طالما تواجدنا هنا، لن تقوم دولة فلسطينية على "شارع "6 ولن يتم تقسيم القدس، سنقف كالجرف الصامد ضد الاخطاء التاريخية اذا جرى الحديث عن العودة الى حدود 67 وتقسيم القدس، فلن انسحب من الحكومة فقط وانما سأسقطها"، " واضاف: "لا يجب تقبل المبادرة السياسية ولا المضي في عملية سياسية انا الزعيم الوحيد في إسرائيل الذي يقول لن تقوم هنا فلسطين، واصررت في الخطوط العريضة على الحكومة على ان لا يتم التطرق بتاتا الى شيء اسمه دولة فلسطين".

ان المتتبع لهذه التصريحات يدرك مدى خطورتها على المقدسيين خاصة بعدما صادقت الحكومة الاسرائيلية على سلسلة من القرارات لتطوير وتعزيز تهويد القدس في جلسة خاصة عشية ما يسمى ذكرى توحيد القدس، حين صرح نتنياهو بمخطط ومشروع سياحي اطلق عليه الخطة الخمسية الهدف منه تعزيز قبضته على القدس بحلول العام 2050 وتبلغ كلفة هذا المشروع ثمانمئة وخمسين مليون شيكل.

ففي الوقت الذي تقوم به حكومة الاحتلال الى ضخ الملايين من أجل تهويد مدينة القدس وطمس معالمها العربية وتزوير وتشويه ارثها الحضاري دون رادع، ها هي من جديد تطل علينا بهذا المشروع والذي اطلق عليه ايضا "8500" يُرى به مدينة القدس مركزا عالميا سياحيا وبيئيا وروحيا وثقافيا بارزا يجلب 12 مليون سائح سنويا.

ومع استمرار الاستيلاء على العقارات في البلدة القديمة وسياسة التهجير القسري بحق المقدسيين من قبل الجمعيات الاستيطانية، يهدف هذا المشروع الى زيادة الاستثمار الخاص وبناء الفنادق وتشييد الحدائق على اسطح البنايات والمنتزهات وتحويل المناطق المحيطة بالبلدة القديمة الى منطقة فنادق يحظر فيها سير المركبات، بغالبية يهودية واقلية فلسطينية.

وفي ظل الدعوات من المتطرفيين وبمقدمتهم عضو الكنيست غليك لهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه وفي ظل استباحة دور العبادة وانتهاك حرمتها والتأكيد على ان الصراع هو صراع ديني ، سينفذ ضمن هذا المشروع مركز توراتي ديني يهودي عالمي.
بتنفيذ هذا المشروع وغيره تكون حكومة الاحتلال قد حققت جملتها الشهيرة " ان القدس هي قلب الامة وعاصمتنا الموحدة، وها هي تتنامى بخطوات كبرى، ولن نعيد الواقع في القدس الى ما كان قبل 1967".

ان المطلوب فعليا وضع برنامج وطني يتضمن تحديد أولويات النضال وفق الحقائق الموضوعية محلياً واقليمياً ودولياً، كما على المجتمع الدولي تحمل كافة مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، كما على الأمتين الاسلامية والعربية ان تكسر حاجز الصمت لانهاء اطول احتلال على مر التاريخ ولمساندة ابناء الشعب الفلسطيني الذين يدافعون باجسادهم عن امة كاملة لحماية المسجد الاقصى الشريف من دنس الاحتلال.