نشر بتاريخ: 13/06/2016 ( آخر تحديث: 13/06/2016 الساعة: 11:20 )
الكاتب: رمزي نادر
في غزة المحاصرة برا وبحرا والتي يعيش أهلها حياة اقتصادية قاسية جدا غير خافية على احد ولعل الأرقام عن البطالة والمستوى المعيشي والفقر التي تنشرها المؤسسات الدولية والمحلية تصف واقع الحال بشكل دقيق ومع ذلك تبقى الأرقام جامدة لا تصف الواقع الحقيقي المعاش ولا تعبر عما تخفيه الجدران من قصص وحكايات مؤلمة لأسر ينهشها الفقر والعازه ,في غزة ذلك المجتمع الفريد صاحب كل التناقضات غير المألوفة والمستوعبة من البعض والتي كان احدها في هذا العام زينة الشوارع التي امتلأت بها الحارات والمخيمات والجدران المهترئة استهلالا واستقبالا لشهر رمضان الكريم فرفعت أحبال الزينة ورسمت جدران المنازل وعلقت الفوانيس الرمضانية وكتبت عبارات الترحيب ....
أحبال الزينة أمر مألوف في الشارع الغزي لكن في أماكن محددة كالأسواق أو المطاعم و " الكفيهات " المنتشرة في القطاع من باب الدعاية ولفت الانتباه للمارة والزبائن ,أما أن تكاد تكون في كل شارع من جنوب القطاع حتى شماله ذلك أمر لافت وكأن سكان القطاع لديهم رسالة أو إشارة أرادوا التعبير والإفصاح عنها بهذا الشكل ... الغريب في الأمر تلك الزينة التي اعتلت تلك البيوت البسيطة والتي تدل عن المستوى الاقتصادي لقاطنيها وتحكي حالهم وتشكو لربها ما سترته .
ازعم أنها صرخة جماعية وتحديدا من شباب قطاع غزة الذي اشرف ونفذ هذا العمل برغبة ذاتية ليعلن ان شعبنا يتوق وبقوة لفسحة من الأمل والفرحة وانه قادر على الانتصار والتعالي على جراحه ومهما كان حجم الوجع مازلنا نتمسك بالفرح في غزة نعم اعتقد أن هذه هي رسالة الناس نحن نرغب ونأمل بان نمنح لحظات من السعادة ونحن نستحقها بعد كل هذا الحزن والألم الذي أصاب الناس طوال السنوات الماضية ...
هي صرخة من الشباب العاطل عن العمل والفقراء وأرباب الأسر الذين لا يستطيعون تلبية حاجاتهم في مثل هذا الشهر كفى وجع فنحن نستحق أن نعيش كما يعيش الناس ,هي رسالة قوية تعبر عن اليأس الشديد من شباك الأمل الذي مازال ينظر من خلاله الغزيين لواقع مختلف وحال أفضل وعلى العالم أن يوسع فتحة الشباك وان يفتح إلى جواره مزيد من الأبواب وعدم دفع الناس لمزيد من فقدان الأمل بهذا الغد الأفضل الذي يرجونه .. رسالة مليوني إنسان محاصر يغض العالم بصره عنهم ويشيح بوجه عن معاناتهم .
وإذا كنا نطالب العالم بفتح نوافذ الأمل فنحن أيضا نطالب قيادة شعبنا بان يفتحوا هذه النوافذ من خلال العمل على إزالة الواقع المشوه المعاش وكل مسئول, مسئول ....
وهنا نحن لا نعفي المسئول المباشر والحقيقي عن كل مآسي الشعب الفلسطيني وهو الاحتلال والذي سيجني ثمار حالة الإحباط التي يعيشها شعبنا أجلا أو عاجلا
تلك هي رسالة أحبال الزينة في غزة رسالة البحث عن الفرح و الأمل و التمسك به
فهل سنرى ما يفرح شعبنا قريبا .........؟؟