نشر بتاريخ: 13/06/2016 ( آخر تحديث: 13/06/2016 الساعة: 15:39 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
يكيل المجتمع الدولي في سياساته بمكيلين ومنظومة العدالة لديه مهترئة وتتهاوى رويدا رويدا، وكم من الحروب والصراعات الدائرة في عالمنا لم يكن للمجتمع الدولي دورا فيها، وكم من الضعفاء والفقراء والمساكين ظلمهم المجتمع، وهناك علامات استفهام كبيرة على موقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة من عدة أزمات منها أزمات المسلمين في بورما (إقليم ميانمار) الذين يُقّتّلون ويُذبحون ويُحرقون ويقطعون إربا إربا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وهناك في بلاد الشام الطيبة تسيل شلالات الدماء أنهار دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا وغيرها من البلاد هناك الملايين من البشر المظلومين لا ينظر لهم المجتمع الدولي وبعيدين كال البعد عن القرارات الأممية، وعندنا في فلسطين المحتلة ومنذ عام 1948م قتل الآلاف من الفلسطينيين دون أن يتحرك المجتمع الدولي، والمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني لا تكفيها كتب التاريخ والجغرافيا ولا تكفيها أوراق ومستندات الأمم المتحدة الشاهد الأممي على نكبة شعب فلسطين.
وحديثا قامت مجموعة دول أوروبا الغربية بترشيح الدولة العبرية لرئاسة اللجنة السادسة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة والمعنية بمكافحة الإرهاب وقضايا القانون الدولي بما في ذلك البروتوكولات الملحقة باتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب والانتهاكات التي ترتكبها الدول.
ويشدد كاتب السطور على أن هذا الموقف من قبل دولة أوروبا الغربية غريب ومستهجن، خاصة أن دول أوروبا الغربية، لها الكثير من المواقف الغاضبة من الكيان الإسرائيلي بسبب مواصلة الاستيطان في مناطق السلطة الفلسطينية حسب اتفاقية (أوسلو) .
ويتساءل كاتب السطور هل نسيت أوروبا الغربية مجازر اليهود وسوء أخلاقهم في أوروبا ؟؟ وهل ينسى التاريخ الأوروبي القديم والحديث ما فعله اليهود من جرائم ومجازر؟؟؟ لذلك حاولت أوروبا التخلص من اليهود ومشاكلهم الكثيرة وتشجعيهم على احتلال أرض فلسطين وعدم العودة إلى أوروبا، كما أتعجب من هذا الغبن والغباء من قبل دول أوروبا الغربية، وسط تصاعد حملات المقاطعة في القارة الأوروبية ضد منتجات الكيان الصهيوني التي تحقق نتائج كبيرة.
إن تاريخ العالم لا ينسى المجازر (الإسرائيلية) بحق العالم وحقوق الإنسان وشعبنا الفلسطيني، وذاكرة الأرض تسجل كم من المجازر والجرائم ارتكبتها (إسرائيل) بحقنا ولازالت متواصلة، وكيف يتناسى المجتمع الدولي مأساة أكثر من 8 ملايين لاجئ فلسطيني مشتتين في أصقاع أرض ويحرمون من العودة إلى أرضهم وديارهم، وكيف نتناسى مأساة الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية.
وفي السنوات الأخيرة ارتكبت (إسرائيل) آلاف الجرائم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وكم عدد الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين الذين ارتقوا خلال الحروب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة منذ عام 2008م، وكم أعداد المنازل والمؤسسات الصحية والدينية والتعليم دمرتها (إسرائيل) خلال الحروب على غزة .
أين العدالة أيها المجتمع الدولي .. أين عدالة الأمم المتحدة وقوانينها، وهي تناقش ترشيح الكيان الإسرائيلي لرئاسة لجنة أممية حقوقية هامة، وهل نسيت الأمم المتحدة أن طائرات الكيان الصهيوني قصفت مقرات الأمم المتحدة الرئيسية في قطاع غزة في عام 2009م، وهل نسيت الأمم المتحدة أن الطائرات الإسرائيلية قصفت في الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014 م مدارس تابعة لوكالة الغوث وتحمل أعلام الأمم المتحدة وراح ضحيت القصف العشرات من النساء والأطفال كانوا في مدارس الإيواء .
ومؤخرا حذرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (فيدريكا موغريني) من سياسات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية الممنهجة التي تثير عدداً من التساؤلات عن الأهداف النهائية الحقيقية للقيادة الإسرائيلية.
و حديثا نشر تقرير إعلامي صدر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان –تحدث أن هناك (65 مليون يورو) من أموال المساعدات الأوروبية للشعب الفلسطيني منذ عام 2001م هدرت بفعل التدمير الإسرائيلي الممنهج للمدارس والمؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية في فلسطين".
إن ترشيح مجموعة دولة أوربا الغربية للكيان لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب الأممية يعد جريمة أممية أخلاقية حقوقية خطيرة تستوجب الوقوف في وجهها ومنع الكيان الصهيوني من ترأس هذه اللجنة.
ويجب أن يعلم المجتمع الدولي أن حكومة الكيان الحالية هي الأكثر عنصرية وتطرفا وإجراما في تاريخ الكيان، وتضع على سلم الأولويات مواصلة قتل الفلسطينيين ومواصلة سرقة الأرض وبناء الثكنات الاستيطانية ومواصلة تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك .
يجب على الأمم المتحدة ألا تكافئ الكيان الصهيوني الذي يقصف مؤسساتها ومقرتها على الأرض الفلسطينية، بل يجب معاقبة الكيان على هذه الجرائم، وفتح ملفات الجرائم الإسرائيلية بحق الإنسان والأرض الفلسطينية المحتلة .
إن الكيان الصهيوني يضرب في كل لحظة – عرض الحائط اتفاقيات ومعاهدات القانون الدولي والدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة في شكل متعمد ويواصل جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني .
المطلوب من الفلسطينيين وكافة الدول العربية وأحرار العالم تكثيف جهودها الدولية والأممية من أجل الوقف في وجه ترشيح الكيان لرئاسة هذه اللجنة الأممية الهامة، والعمل على تفعيل القرارات الأممية لحماية أبناء شعبنا الفلسطيني من جرائم الاحتلال المتواصلة .