الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسلام السياسي يفقد عقله .. المؤمنون الكفار يفجّرون قبر النبي

نشر بتاريخ: 05/07/2016 ( آخر تحديث: 06/07/2016 الساعة: 11:19 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لو أردا الله ان يخلق الناس جميعا على دين واحد لفعل . لو أراد الله أن يخلق الناس جميعا على لون واحد لفعل . لو أراد الله ان يخلق الناس جميعا على لسان واحد لفعل .
لن أخوض في حديث الفقه والشرع ، فان له رجاله وعلمائه القادرين على اظهار الحق من روح الحقيقة ، ولكنني سأكتب عن الشق السياسي للاسلام السياسي ، على اعتبار أن الامر بات يخص كل مواطن وكل مسلم وكل انسان . ومع ان علماء كبار يؤكدون ان الاسلام يمنع وجود فئة تسمى رجال دين ، فالاسلام يمنع الرهبنة ويدعو الجميع الى العمل وعدم القعود بحجة انه رجل دين ، فكل مسلم رجل دين ولا يوجد شريحة اسمها رجال دين وشريحة اسمها مسلم درجة ثالثة .
والاسلام السياسي قد يكون حزبا ، او جماعة ، او تيارا ، او يكون مجموعة من الأفراد ،  قرّروا بينهم وبين أنفسهم انهم يمثّلون الحقيقة المطلقة .  وأن الاخرين على ضلال ، وقرروا بينهم وبين أنفسهم انهم سيقيمون " الشرع " وينزلون " القصاص " على الاخرين. بناء على قرارات ارتجالية من شيوخهم ( غالبا ما يكونوا جهلاء أو حاقدين او مرضى نفسيين او فاشلين في الحياة العامة ) . فيسكرون في دم الناس بعيدا ويصلون الى خط اللارجعة .
لم يعد هناك اي مجال للامساك بالعصا من الوسط ، وأن يقف المثقف العربي مدعيا الحيرة والارتباك ، فالدين واضح ، وجميع الاديان لها نفس المبدأ وهو الدعوة الى الخير ونبذ الشرور .
وعن قصص الانبياء ان موسى حاجّ اّدم عليهما السلام . فقال موسى لادم : أأنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم ؟ قال اّدم : يا موسى ! أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني . قال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ( فحجّ ادم موسى ) .
 فاذا كان نبي الله قد حاج نبيا اخر ، فهل يأتي الاسلام السياسي ويحاج مواطنين وفقراء ومغلوبين ومظلومين ؟ هل يحق لاحد ان يفجر سوقا في كرداة لانه غاضب من اية الله في ايران ، وهل يحق لمؤمن ان يقتل رهبانا في ليبيا لانه غاضب من الرئيس السيسي ؟
يا شيخ ، هبّ اننا قردة وخنازير . هب اننا كلابا ومنحطّين ؟ هب اننا حيوانات خلقها الله لتدرب على الارض . فهل يجيز لك دينك ان تفجر الحيوانات في حظيرتها ؟ هل يجيز لك الاسلام أن تنسف المطاعم والقطارات والطائرات ؟ ثم مالك ومال القارة الهندية لتفجّر مطاعم مدغشقر .
يا شيخ ، هب أننا لسنا مسلمين بل يهودا . هل يسمح لك الاسلام ان تفجّر اليهود والكلاب وتذبح أطفالهم من دون محاكمة ومن دون ان تعرف اسماءهم . هب اننا نصارى فهل قرأت سورة مريم ؟ هل اننا بوذيين او زرادشتيين او سيخا . ما لك ومالنا .
من أنتم ؟ من ربكم ؟ من الهكم ؟ من خوّلكم تفجير قبر النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟ من أجاز لكم تفجير مدارس الشيعة وجامعات اوروبا ومطارات اسطنبول وفنادق الاردن ؟ من هو النبي الذي تتبعونه ؟
هل قراتم الزابور للنبي داوود الذي كان النبي محمد يقرأه مرة واحدة بعد صلاة العشاء لسهولة فهمه ؟
عن أبي كعب قال : قال رسول الله محمد ( الذي فجرتم المصلين على قبره ) : ان أباكم ادم كان كالنخلة السحوق ، ستين ذراعا ، كثير الشعر ، موارى العورة ، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سواته ، فخرج من الجنة ، فلقيته شجرة ، فأخذت بناصيته ، فناداه ربه : أفرارا مني يا اّدم ؟ قال : بل حياء منك والله يا رب مما جئت به .
الانبياء استحوا من الله . فهل تستحون أنتم من رب أو من نبي ؟
كيف يكون المؤمن كافرا ؟
مرة أخرى تثبتون للبشرية انه ممنوع على رجال الدين أن يعملوا في السياسة ، وانه لا بد من فصل الدين عن الدولة ، وكما نجح البشر في ابعاد رجال الكنيسة عن الدولة في اوروبا بعد ان تسببوا في جرائم ضد البشرية وحربا صليبية وتسببوا في حربين عالميتين باسم الدين ، وكما طردت ولفظت شعوب العالم حكم رجال الدين اليهودي الذين أفسدوا السياسة ودمّروا حضارات بأكملها . اّن الاوان ان تبتعدوا انتم ايضا عن السياسة ، لانكم ترتكبون مجازر ضد الانسانية وتحرقون البشر وتدمرون الحضارة  . وحوّلتم حياة البشر الى جحيم . وحوّلتم المساجد الى مدارس للكراهية . وأصبحتم خطرا على كل الشعوب وكل الاديان ، وكل المطارات وكل القطارات وكل الاسواق . ولا أستغرب انه في العملية القادمة سوف تفجرون الكعبة ـ فهذا ليس بعيدا عنكم .