الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حصاد و تجميع مياه الأمطار على المستوى الزراعي

نشر بتاريخ: 13/07/2016 ( آخر تحديث: 13/07/2016 الساعة: 12:31 )

الكاتب: م. محمد حسين الزيان

حصاد وتجميع مياه الامطار على المستوى الزراعي
(من فوق أسطح الدفيئات الزراعية)

يعتمد قطاع غزة بشكل كامل على الخزان الجوفي كمصدر وحيد للمياه حيث يتم استخراج المياه من الخزان الجوفي عن طريق الأبار و كنتيجة مباشرة لذلك يعاني هذا الخزان من عجز سنوي مقداره حوالي 120 مليون متر مكعب حيث أن معدل السحب السنوي لكافة الاستخدامات يبلغ حوالي 180 مليون متر مكعب سنويا (حوالي 50 % من هذه الكمية للاستخدامات الزراعية)، بينما المعدل الطبيعي لتغذية الخزان الجوفي يبلغ 55 – 60 مليون متر مكعب في العام (سلطة المياه الفلسطينية، 2013). عجز الخزان الجوفي أدى الى تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية.

عدم التوازن بين السحب من الخزان الجوفي و التغذية الطبيعية أدى الى هبوط مستوى المياه الجوفية في الخزان الجوفي الى 10 – 15 متر تحت سطح البحر خلال السنوات القليلة الأخيرة. هبوط المياه الجوفية في الخزان الجوفي أدى الى تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية و صعود المياه الجوفية العميقة المالحة الى أعلىو ذلك أدى الى تدهور كبير في جودة الخزان الجوفي حيث أن أكثر من 90% من المياه المستخرجة من الخزان الجوفي تتجاوز معدل الملوحة المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية و هو 250 ملغرام/ لتر كلوريد.

بالاضافة الى مشكلة ملوحة المياه الجوفية، يعاني الخزان الجوفي من التلوث بالنترات و الذي نتج عن تسرب المياه العادمة و الاستخدام المفرط للأسمدة المحتوية على النترات. معظم أبار قطاع غزة تحتوي على تركيز نترات أعلى من المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية و هو 50 ملغرام/ لتر نترات.
بناء على المعطيات السابقة، من المتوقع أن تصبح المياه الجوفية غير صالحة للاستخدام بحلول عام 2016 كما أنها ستنهار بشكل كامل بحلول عام 2020 اذا لم يتم اتخاذ اجراءات خاصة بتأمين مصادر مياه بديلة و تطبيق ادارة متكاملة للمياه الجوفية.
مصادر بديلة
لتقليل الضغط على الخزان الجوفي في قطاع غزة، الجهود يجب أن تنصب على زيادة فعالية استخدام مصادر المياه و الوصول الى مصادر مياه بديلة او غير تقليدية. من هذه المصادر:
o اعادة استخدام المياه العادمة بعد المعالجة.
o تحلية مياه البحر.
o حصاد و تجميع مياه الأمطار.
حصاد و تجميع مياه الأمطار
يعتبر حصاد و تجميع مياه الأمطار من مصادر المياه الغير التقليدية و الذي يمكن من خلال تطبيقه تحقيق عدة أهداف في وقت واحد و هي:
o تقليل الطلب على مصادر المياه التقليدية و بالتالي تقليل الضغط على الخزان الجوفي في حالة قطاع غزة حيث أنه و حسب سلطة المياه الفلسطينية يمكن توفير24 مليون متر مكعب من العجز السنوي الموضح أعلاه والبالغ 120 مليون متر مكعب في حال تم تنفيذ حصاد مياه الأمطار على المستوى الوطني.
o توفير مياه ذات جودة عالية حيث ان تركيز الملوحة في مياه الأمطار يقترب من صفر و هذه المياه تعتبر مفيدة جدا للقطاع الزراعي.
o التقليل من خطر الفيضانات المصاحبة للأمطار الغزيرة في فصل الشتاء.
يمكن لحصاد و تجميع مياه الأمطار أن يتخذ صورا عدة، منها حصاد و تجميعمياه الأمطار من أسطح المنشاّت بشكل عام و حصاد و تجميع مياه الأمطار من الشوارع. و يتميز حصاد و تجميع مياه الأمطار من أسطح المنشآت بأنه يمكن القيام به من خلال أصحاب هذه المنشآت و بتكاليف قليلة نسبيا بعكس حصاد و تجميع مياه الأمطار من الشوارع و الذي يحتاج الى هيئات حكومية و تكاليف عالية للقيام به.

حصاد و تجميع مياه الأمطار على المستوى الزراعي (من فوق أسطح الدفيئات الزراعية)
من المنشآت التي يمكن استغلالها لحصاد و تجميع مياه الأمطار على المستوى الزراعي في قطاع غزة هي الدفيئات الزراعية حيث أن كل دفيئة بمساحة 1000 متر مربع يمكن أن تُستغل لتجميع حوالي 300 متر مكعب سنويا من مياه الأمطار العذبة و التي تصلح لزراعة جميع أنواع المحاصيل الزراعية (على اعتبار أن متوسط معدل هطول الأمطار السنوي في قطاع غزة هو 300 مم). يمكن لهذه الكمية من المياه أن تكفي لري الدفيئة مدة 10 أسابيع في حال استخدامها بدون خلط و في حال تم خلطها بمياه جوفية ذات جودة متدنية يمكن أن تكفي لمدة 20 أسبوع (هذا يعتمد على تركيز الأملاح في المياه الجوفية المستخدمة في الخلط).
آلية حصاد و تجميع مياه الأمطار من سطح الدفيئة الزراعية هي ألية بسيطة تعتمد على ضغط عمود المياه المرتبط بفرق الارتفاعات حيث يمكن تجميع مياه الأمطار في بركة أرضية ذات مستوى أقل من مستوى سطح الدفيئة عن طريق مواسير تجميع موصولة على مزاريب التجميع الموجود أصلا في كل دفيئة. لبرك التجميع أكثر من نوع منها:
o البرك الخرسانية و هذه تتميز بالديمومة العالية و لكنها من عيوبها التكلفة العالية.
o البرك المعدنية المبطنة بالغطاء الجلدي و هذه تتميز بأن تكاليف انشائها أقل من البركة الخرسانية كما أنها تتمتع بديمومة مقبولة مرتبطة بديمومة الألواح المعدنية المكونة للبركة.
o البرك البلاستيكية المكونة من مادة الجيوميمبرين (HDPE) و هذه تتميز بالديمومة العالية و التكلفة القليلة مقارنة بالبرك الخرسانية.
o البرك البلاستيكية المكونة من النايلون و هذه تتميز بالتكلفة القليلة و لكن من عيوبها الديمومة المنخفضة حيث أنها تحتاج الى صيانة سنوية تتمثل في تغيير النايلون.

تجربة جمعية التنمية الزراعية (الاغاثة الزراعية) في حصاد و تجميع مياه الأمطار على المستوى الزراعي
تقوم جمعية التنمية الزراعية (الاغاثة الزراعية) بتنفيذ مشروع يتعلق بالحد من مخاطر الجفاف بعنوان "تعزيز مقاومة الجفاف في قطاع غزة عبر وسائل مبتكرة في ادارة مصادر المياه". هذا المشروع يتضمن انشاء برك تجميع مياه الأمطار من الدفيئات الزراعية بحيث تخدم كل بركة عدد من الدفيئات الزراعية
و يتناسب حجم البركة مع عدد الدفيئات حيث أن كل دفيئة تحتاج الى سعة تخزينية تبلغ 70 متر مكعب. فعلى سبيل المثال البركة التي تخدم 5 دفيئات زراعية يكون حجمها 350 متر مكعب.
و بخصوص نوعية البرك من حيث المادة المستخدمة في الانشاء، قامت الاغاثة الزراعية باعتماد كل من:
o البرك المعدنية المبطنة بالغطاء الجلدي.
o البرك البلاستيكية المكونة من مادة الجيوميمبرين (HDPE).
بشكل عام, يتم توصيل البركة مع الدفيئات الزراعية من خلال شبكة من المواسير البلاستيكية التي تعمل على حصاد المياه من فوق أسطح الدفيئات الزراعية و تجميعها في البركة و من ثم استخدامها في ري المحاصيل الزراعية. لقد أثبت هذا النظام فعالية كبيرة من حيث استخدام مياه ذات جودة عالية في الري و زراعة محاصيل جديدة تقابل احتياج السكان المحليين.