نشر بتاريخ: 18/07/2016 ( آخر تحديث: 18/07/2016 الساعة: 19:28 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
استنادا الى تجارب الدول المجاورة في السنوات الماضية ، ورد في قواميس بعض القوى المتطرفة التي لا هم لها سوى تدمير المجتمعات الديموقراطية كليا ، واقامة مجتمعات بدائية بمقاييس دموية ، ومن هناك جاء مصطلح ( شوكة النكاية ) . وشوكة النكاية هي مرحلة استنزاف المجتمع وانهاكه وهي التي تسبق مرحلة التوحش ، ويكون أساسها زرع الفتنة بين قوى المجتمع والاستهزاء بالمقامات ومراكز الدولة والمجتمع ، والايقاع بين اليسار واليمين واذكاء نار الحقد بينهما ، والايقاع بين العشائر والاحزاب وتوريط الشرطة والجيش في معارك جانبية مع العائلات والقرى ، ونشر الاشاعات واثارة الفتن حتى يصبح المجتمع لا يطاق ، وان لزم الامر تقف هذه القوى بالمال والاصوات مع احد المرشحين الضعفاء والعبثيين " مختل او نصاب او صاحب سوابق " ونصرته لهزيمة مشرح عشيرة قوية او تنظيم . فيفقد المجتمع ثقته بقيمة الانتخابات وتصبح الحياة في المجتمع العلماني جحيما . وهنا تضعف كل القوى فتهجم " ذئاب الجماعة" مع قوى التدمير الذاتي على قوى المجتمع مثل هجوم مصاصي الدماء ، ولكن المجتمع يكون قد انهك بالخلافات والاحقاد فلا يستطيع الدفاع عن نفسه .
الانتخابات البلدية قادمة في مطلع اكتوبر ، وسنعرف مستوى التعامل مع هذه الانتخابات من خلال اسماء المرشحين ومدى جديتهم لخدمة المجتمع والسكان ، فاذا رمت هذه القوى او تلك بمرشحين ( شوكة نكاية ) لا هدف لهم سوى تخريب البلديات وتحزيبها وتقزيمها فاننا سنعرف أهداف هذه الجماعات والقوى ، ولكن ، وفي حال قدّمت هذه القوى مرشحين من اصحاب العلم والاخلاق واحترام الديموقراطية والايمان بالمجتمع العلماني ( الذي يحترمونه في اماكن أخرى في العالم ويقدمون له الطاعة والولاء ) . فاننا سنعرف ان الامور بخير وفي الاتجاه الصحيح .
البلديات هي مراّة المجتمع أمام ذاته ، ويكفي ان نقول ان أقوى زعماء العالم شغلوا منصب رئيس بلدية ، ومنهم الرئيس الفرنسي شيراك ، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، والرئيس الايراني احمدي نجاد ، ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت ، والرئيس الروسي يلتسين وعشرات من قادة دول العالم ، بدأوا حياتهم السياسية كرؤساء بلديات . وبعد ذلك قادوا شعوبهم .
ان البلديات هي التي ستقرر حياتنا اليومية ، ومستوى الحياة اللائق لمنازلنا ومدارسنا واطفالنا وشوارعنا ونهارنا وليلنا . وهي تستحق الافضل من بيننا . وممنوع ان تتحول الى لعبة سياسية رخيصة بيد هذه الجماعة او تلك . مع اعتقادي ان من سيحسم النتائج هم المستقلون .
والناخبون المستقلون في فلسطين أصبحوا ناضجين بما فيه الكفاية . وباتوا يعرفون من يحترمهم ، ومن يستغلهم وقتما يشاء وبعد ذلك ينقلب عليهم .